السور الجامع الكبير ومقام اشراف المدينة (سيدي بوراوي، سيدي الظاهر، سيدي يحيى وسيدي بوجعفر) معالم تزخر بها جوامع الساحل وتحيلنا على ذاكرة حبلى بمواعيد تاريخية نحتها الأجداد. ومن هذه المعالم نجد قصرا بالمدينة العتيقة يعود حسب دراسة نشرتها جمعية صيانة المدينة الى بداية القرن الثامن عشر ميلاديا. عند مدخل البناية تمتد ساحة فسيحة وعلى جانبيها شيّدت غرف عديدة بكل من الطابقين السفلي والعلوي، وتفيد الدراسة ان المعلم بعد استغلاله من قبل جنود الحماية الفرنسية لأكثر من 20 سنة تحول مع بداية القرن التاسع عشر الميلادي الى نزل شعبي فالطابق الأرضي كان يستغل كمخزن للبضائع ومربض للخيول. أما الطابق العلوي فغرفة كانت مخصصة لإقامة الباعة والتجار القادمين الى المدينة من مختلف جهات الساحل. ولسنوات عديدة كان علي ضو يدير هذا النزل وهذا ما يفسر اطلاق سكان سوسة اسم «فندق ضو» على هذا المعلم. وقع ترميم البناية مباشرة بعد الاستقلال وهو حاليا متحف للصناعات التقليدية التي تمتاز بها جهة الساحل كما هو أيضا فضاء لمعارض الفن التشكيلي.