مدينة حيدرة حبلى بالآثار البيزنطية غير ان هذه المساحات الشاسعة للمعالم الأثرية بقيت مهملة على مرّ السنين مما قد يتسبب في اندثارها اذا لم توجه لها العناية اللازمة. تعتبر مدينة حيدرة أو «أميدرة» كما تسمي في كتب التاريخ من أهم المدن البيزنطية بشمال إفريقيا.. نظرا لتنوع معمارها الأثري الذي يمتد على مساحة شاسعة تمسح مئات الهكتارات. ولكن الإهمال وعدم العناية بهذه المنطقة الأثرية جعل أغلبية معالمها عرضة للاندثار وللنهب والسرقة أيضا...دون أي بادرة من وزارة الثقافة ولا من المعهد الوطني للآثار لحمايتها... فهذه المدينة التي تحتوي على اكبر قلعة بيزنطية ببلادنا ولكن هذه القلعة تآكلت وسقطت أعمدتها على الأرض إضافة إلى جرف أجزاء منها بسبب فيضان وادي حيدرة.. أما المسرح النصف الدائري فيكاد يسوى بالأرض بسبب العوامل الطبيعة والسرقة.. كما يوجد بهذه المدينة أهم كنيسة بيزنطية إضافة إلى خمس كنائس أخرى منها كنيسة الونادال غير الموجودة بأي معلم تاريخي أخر. أما المعالم الأثرية فيصل عددها إلى 28 معلما تمتد على مساحات شاسعة البعض منها وسط الغابات المجاورة بدون حراسة مما جعلها عرضة للنهب والسرقة.. والشيء الفريد هو وجود معلم إسلامي وسط هذه الاثار يعود إلى القرن 13 أو 14 بعد الميلاد ولكن هذا المعلم بقي أيضا للإهمال واستعمله الرعاة للاحتماء به من برد الشتاء مما جعل بعض بيوته يغطيها سواد دخان النيران التي يتدفأ بها الرعاة في الأيام الباردة... كما أن أعمدة هذا المعلم بدأت تفقد جماليتها بسبب العوامل الطبيعة والإهمال وعدم الترميم .. و كانت حيدرة في العهد الروماني تعتمد على شبكة من الطرقات تربطها بمدينة تلابت وطريق ثاني يربطها بتبسة وقرطاج ولكن هذه الطرقات في طريقها للاندثار ولم يبق من معالمها إلا القليل.... فحتى الحفريات التي وقعت مع فريق فرنسي خلال السنوات الأخيرة لم تقدم شيئا كبيرا إلى هذه المدينة ..فمن ينقذ أثار هذه المدينة من الاندثار؟.. فأثار هذه المدينة تعتبر كنز الذكريات والآثار المجهولة على حدّ تعبير أحد الرحالة الأوروبيين الذي زار المنطقة في أواخر القرن الثامن عشر.