اعتبر الناطق باسم احدى فصائل المقاومة العراقية أن الانسحاب الأمريكي نصر للمقاومة، مؤكدا أن هذا الانسحاب انما جاء بفعل الضربات التي وجهها المقاومون للقوات المحتلة منذ اليوم الأول لاحتلال بغداد، اضافة الى تدمير مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي كانت أولى حلقاته العراق. وقال الدكتور عبد الله الحافظ في حوار مع صحيفة «العرب» القطرية «ان انسحاب الاحتلال الجزئي من العراق نتيجة حتمية لشدة الضربات التي وجهت لقواته في العراق على يد المقاومة العراقية بكل فصائلها، وهو بحد ذاته نصر للمقاومة العراقية، لكن لا يعني ذلك نهاية المطاف». وأضاف «حسب تقرير صدر مؤخرا من معهد برويكنغز الأمريكي للدراسات والبحوث، فان عدد العمليات التي نفذت ضد قوات الاحتلال في العراق بلغت حتى نهاية عام 2009، 326.000 عملية، وجاء في تقرير جمعية المحاربين القدامى الأمريكية أن عدد القتلى الأمريكان بلغ 33 ألف جندي وعدد الجرحى 224 ألف جريح فضلا عن المصابين بأمراض نفسية، يضاف لذلك مئات من الآليات المدمرة من دبابات وسيارات دفع رباعي و«همرات» وطائرات حربية وانفاق مالي ضخم على الجيش». وقال الدكتور الحافظ «تمر أمريكا بأزمة اقتصادية خانقة كان أحد أسبابها التكاليف الباهظة لنفقات حربها في العراق التي تقدر بأكثر من 3 تريليونات دولار، بذلك تعتبر الحرب في العراق أكثر تكلفة من حرب فيتنام، وتأتي الثانية بعد تكلفة الحرب العالمية الثانية، لتمثل أكثر من ضعف ما كلفته الحرب في كوريا». وأكد المتحدث أن «المقاومة العراقية غيرت الخارطة السياسية داخل الولاياتالمتحدة، وأخذت تعصف بالنسيج السياسي داخل البيت الأبيض والكونغرس، ونجحت في تحطيم استمرار اليمين الأمريكي داخل الادارة الأمريكية نفسها وتساقط زعمائها كأوراق الخريف الى أن مني الحزب الجمهوري بالهزيمة الساحقة في الانتخابات الأخيرة، وانهار بذلك مشروع الامبراطورية الأمريكية الذي تبناه اليمين الأمريكي المتمثل في المحافظين الجدد، وفشلت خطة ما يسمى باقامة الشرق الأوسط الكبير». وأضاف قائلا ان «المقاومة العراقية لها فضل تاريخي على العرب وعلى المسلمين وعلى العالم عندما ألحقت بأمريكا انتكاسة عسكرية وسياسية واقتصادية وأخلاقية وقانونية بايقاف التمدد الأمريكي الى سوريا ولبنان وايران وربما مصر والسعودية، كما أوقف قطر تمدد التتار في معركة عين جالوت بل ان ظهور المقاومة العراقية منع أمريكا من تحطيم كل الرأسماليات غير الأمريكية، الأوروبية واليابانية والصينية».