بعد الطرب والغناء والمسرح جاء دور الشعر تطبيقا لمبدأ التنوع والاستجابة لكل الاذواق الذي رفعه أعضاء هيئة المهرجان في دورته الثانية على رأسهم الفنان ماهر الهرماسي مدير المهرجان والسيدان ياسين عباسي ورمزي منصوري، ليلة 16 رمضان كانت مختلفة عن سابقاتها حيث كانت الجماهير على موعد على خشبة مسرح وسام مع الشاعرة فوزية العلوي المتحصلة على جوائز وطنية وعالمية كيف لا وفي رصيدها ديوانان شعريان الاول بعنوان «برزخ طائر» والثاني «قربان الغياب». الشاعرة فوزية العلوي وبعد تحيتها للجمهور الغفير الذي جاء يستمتع بما جادت به قريحتها اعترفت بأنها قرأت الشعر في أكثر من مكان في أصقاع العالم ولكن قراءته في القصرين مهدها الاصلي له نكهة خاصة فبين هذه الربوع تعيش الشاعرة ومن شعاب جبل الشعانبي تستلهم شعرها ومن أرض السباسب انطلقت أولى خطواتها مضيفة أن شعرها شرب من هذه الارض الطيبة تقصد القصرين. ألقت الشاعرة جملة من القصائد المتنوعة المواضيع على غرار «اعتذار لزليخة» مستوحاة من قصص الانبياء في اشارة لزليخة التي هامت عشقا بالنبي يوسف عليه السلام وقصائد «القطيعة» و«هل راقصتني الخيل ليلتها» كتبتها ليلة سقوط بغداد ذات ربيع من سنة 2003 و«حصار» صورت فيها الوضع المأساوي للشعب العراقي خلال عشرية الحصار الذي فرضه العالم على أرض الرافدين في بداية التسعينات وقصيدة «شموخ» والتي ذكرت مازحة قبل القائها أنها سترضي النساء وتغضب الرجال لما فيها من تحيز للجنس اللطيف فصفق لها النساء فقط. قصائد متنوعة المواضيع أبدعت الشاعرة فوزية العلوي في القائها فأثبتت أنها من طينة الكبار وتفاعل معها الحاضرون رجالا ونساء فكانت سهرة روت عطش جمهور القصرين الذي أثبت من خلال حضوره المكثف ان للشعر مكانة مرموقة في هذه الربوع، رافق الشاعرة فوزية العلوي الشاعر الشعبي احمد الباي بناني وعازف عود من الجهة أضفى على السهرة جوا رومانسيا. سهرة أخرى انقضت من ليالي رمضان القصرين لسنة 2010 مخلفة أحسن انطباع على نجاح هذا المولود الجديد في دورته الثانية وما كان لهذا النجاح ان يحصل لولا هذه الهيئة الشابة التي أخذت على عاتقها ادخال البهجة على أهالي القصرين رغم ضعف الدعم المادي والمعنوي ومازالت الليالي متواصلة الى يوم 03 سبتمبر حيث سيأخذ البرنامج خلال الايام القادمة صبغة عالمية من خلال استضافته يوم 30 أوت القادم الفنان العراقي زكي درويش.