لقي أربعة جنوب أمريكيين أمس مصرعهم في هجوم استهدفهم في شرقي أفغانستان مما يجعل عدد الجنود الامريكيين الذين قتلوا هناك منذ يوم الجمعة الماضي يرتفع الى 22 جنديا، فيما اعتبر الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن، ان تزايد وتيرة العنف والمعارك ستكون مسألة طبيعية في الايام والاسابيع والأشهر المقبلة. وأعلن الناطق باسم حلف شمال الاطلسي جيمس جادج أن الجنود الاربعة قتلوا في هجوم بقنبلة يدوية الصنع وهو السلاح الاكثر ضراوة بالنسبة الى القوات الاجنبية كما ان حركة «طالبان» تعتمد عليه بشكل رئيسي. حصيلة ثقيلة وقتل ثمانية جنود امريكيين اخرين مساء أمس الاول في هجمات نفّذت أيضا باستخدام الالغام والقنابل يدوية الصنع في جنوب البلاد. كما قتل يوم الاحد جنديان امريكيان فيما لقي خمسة مصرعهم السبت الماضي يضاف اليهم ثلاثة جنود سقطوا في هجمات الجمعة لتصبح الحصيلة في خمسة أيام 22 قتيلا أمريكيا. ومع الاعلان عن مقتل اربعة جنود امس الثلاثاء يرتفع عدد الجنود الاجانب الذين قتلوا منذ مطلع العام الجاري في افغانستان الى 484 جنديا، وهو ما ينبئ بحصيلة قياسية من الخسائر خلال عام 2010 بعد أن سجل عام 2009 الذي اعتبر الاكثر دموية للقوات الدولية خلال تسعة أعوام من الحرب، 521 قتيلا وفق حصيلة أعدتها الوكالة الفرنسية للأنباء. القادم أعظم وعلى صعيد متصل توقع الأمين العام لحلف شمال الاطلسي أن تتزايد وتيرة معارك القوات الدولية ضد «طالبان» في الايام والاسابيع والاشهر المقبلة مرجحا سقوط خسائر أكثر في صفوف قواته. وقال راسموسن «أشارك وجهات نظر مسؤولين عسكريين امريكيين حول تزايد وتيرة المعارك في الاسابيع والاشهر المقبلة». وأضاف «نحن في مرحلة حاسمة الآن. لقد أرسلنا المزيد من الجنود إلى أفغانستان حيث نهاجم معاقل لطالبان مما معناه تزايد المعارك والخسائر للآسف». وقال إن تصعيد المعارك «جزء من استراتيجية» القوات الدولية لطرد مقاتلي طالبان من المعاقل التي يحتلونها حتى الآن في ولايتي هلمند وقندهار» في الجنوب. وتابع أن التصعيد «ضروري مع الأسف لنتمكن من تسليم مسؤولية الأمن إلى الأفغان». وقال «لكن ليس هناك سوى الحل العسكري للنزاع في أفغانستان»، مشيرا إلى أن هذا البلد «إذا أراد أن يكون مستقرا بعد رحيلنا من الضروري أن يشيد مجتمعا قابلا للاستمرار على صعيد التعليم والصحة والاقتصاد». ومع أنه رحب بقرار الأسرة الدولية تحديد هدف ان يتولى الأفغان مسؤولية الأمن في كل أنحاء البلاد من القوات الدولية بحلول نهاية 2014، إلا أنه حذر من أن الانسحاب الكامل للقوات الدولية بمجرد نقل المسؤوليات إلى الأفغان. وقال إن «ذلك سيعني عودة طالبان. وكل جهودنا ستكون ذهبت سدى».