الدعوة إلى السحور عادة من عادات شهر رمضان المعظم وكانت بدايتها منذ عهد الرسول ے ودعى إليه في أكثر من حديث شريف فقال: تسحروا فإن في السحور بركة رواه البخاري ومسلم وقال ومن أراد الصيام فليتسحر ولو بشربة ماء رواه أحمد وقال ولا تزال أمتي بخير ما عجلّوا الفطور وأخروا السحور، ولأن السحور يكون قبل الفجر وهو وقت ينام فيه الناس ولا بد من إيقاظهم والمسلمون كانوا يعرفونه بآذان بلال ويعرفون المنع عن الطعام بأذان ابن أم مكتوم فقد كان هناك اذانان للفجر أحدهما يقوم به بلال قبيل الوقت الحقيقي للفجر والثاني يقوم به عبد الله ابن أم مكتوم ولئن تعددت أساليب تنبيه الصائمين ووسائل إيقاظهم للسحور فإن هذه العادة تبقى من أجمل العادات والدعوات خاصة في وقت تطورت فيه لتصبح ببعض البلدان العربية إعلان السحور عبر الإذاعات والمآذن وأول ظهور لوظيفة المسحراتي في الدولة الإسلامية في العصر العباسي كان سنة 237ه وكانت في مصر أما في بعض مدن الجنوب تحديدا بجرجيس فيتم الإعلان عن بدئ السحور بقرع الطبول فجرا قرعا خفيفا خاصة في ضواحي المدينة وأحياءها سيرا على الأقدام ومن بين العبارات التي يقع ترديدها يا نائمين الليل اتسحروا يا مسلمين سحور يا صائمين سحور، اجر المسحراتي أو «طبال السحور» لا يحدد بثمن معين ويقوم المسحراتي بداية من ثالث أيام عيد الفطر بزيارة تلك الأحياء التي جابها طولا و عرضا في الشهر الكريم ويمدوه الأهالي بما تيسر لقاء خدماته المباركة والتي ترمز إلى عادة جميلة تدعو لتحفيز الهمم ونبذ الاتكالية وبالتالي تحفظ جزءا من تراث يكاد يندثر أمام غزو الاتصالات الحديثة كالإذاعات والمنبهات التقليدية والحديثة وبواسطة الهواتف الجوالة وغيرها.