من بين المشائخ والأعلام الذين مثلوا الى زمن قريب مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم وشخصية فاضلة بجهة بنزرت وهو محمد الصالح دريد الذي وافاه الأجل المحتوم عام 1984. وتشير الدراسات في هذا الصدد الى أن اصول نشأة هذا العالم الجليل تعود الى إحدى الأسر العربية التي كانت قد قطنت بنهج المدة ببنزرت وقد جاء في كتاب «بنزرت تحكي» للمؤرخ الباحث رشيد الذوادي أن المصادر التاريخية تورد أن أسرا عربية عديدة قطنت بنزرت وحصل بينها وبين البعض من العائلات الوافدة من الأندلس وتركيا وألبانيا مصاهرات... وقد تلقى تعلمه في مرحلة اولى في أحد الكتاتيب الواقعة بالمدينة وما إن أتم حفظ القرآن الكريم حتى التحق بجامع الزيتونة ونال فيما بعد شهادة التطويع.. المدرسة القرآنية وكتاب الرحبة وقد شغل بعيد عام 1925 مدرسا بالمدرسة القرآنية وكتّاب الرحبة للناشئة لينقطع فيما بعد عن التدريس بسبب تسميته عدل إشهاد واغلاق الكتّاب.. كما اضطلع فيما بعد برئاسة الجمعية الخيرية الاسلامية. الإمام الخطيب هذا ولا تخفي البحوث التاريخية ما اضطلع به الشيخ محمد الصالح دريد من دور في إنشاء الفرع الزيتوني وقد جاء بالصفحة 238239 من مؤلف: «بنزرت تحكي» إلى ان هذا العالم الجليل قد وفق مع عدد من (أعلام بنزرت) لما طرحوا هذه الدعوة علاوة على توفيقه في وظيفة عدل إشهاد وكإمام خطيب عندما سمي إماما بجامع سيدي المسطاري بداية من أفريل 1970 الى حين التقاعد.. حيث ساهم في تحفيظ القرآن وفي توعية الأجيال. كما أبدى نبوغا في علوم النحو والفقه والقراءات القرآنية بصفة عامة...