لعب الزوايا والجوامع بمدينة جرجيس دورا هاما في تحفيظ القرآن الكريم وأهلت أبناءها لمواصلة دراستهم في الفقه والعربية سواء في بعض الزوايا أو بجامع الزيتونة منذ القرن الثامن عشر (1800م) إلى الثلث الأول من القرن العشرين (1940) واستمرت هذه الرسالة العلمية في نسق تصاعدي وغالبية متساكني المدينة يرغبون آنذاك في تعليم أبنائهم بهذه الكتاتيب حفاظا على الأصالة والتعلم الديني. وباشر المؤدبون (بكسر الدال) عملهم في الكتاتيب بإخلاص رغم أنهم ليسوا من علماء الفقه أو العربية فمعلوماتهم محدودة ومقتصرة على تحفيظ القرآن ولكنها ثابتة وصحيحة من ناحيتي الحفظ والرسم ولهم طريقتهم الخاصة في كيفية الوصول للمتلقي وتعليمه القراءة والكتابة وأولى الجوامع التي تم تأسيسها كان جامع الحصار ثم جامع سيدي الحسين ثم جامع العقلة الواقع على الطريق السياحية وهو جامع جمعة وفي القديم كان كتابا لتحفيظ القرآن الكريم وزاوية مولاي الطيب بقصر أولاد سعيد وسيدي منصور بالموانسة وزاوية سيدي بن عيسى بقصر أولاد امحمد ثم جامع سيدي عبد القادر بالموانسة وتم تأسيسه من قبل أهالي منطقة شكيربان وهو حاليا جامع للصلوات الخمس وجامع جمعة وتحفيظ القرآن الكريم والأرض التي بنى عليها تبرع بها أهالي الحي وغالبتيهم من البحارة وخلال الثلاثينات عقدت به ندوة دينية بحضور العلامة محمد الطاهر بن عاشور ثم جامع حاسي الجربي والذي كان كتابا ومسجدا للصلاة والندوات الدينية التي أقيمت بجامع سيدي عبد القادر لا تقل أهمية عن تلك التي أقيمت بجامع سيدي الحسين بوسط المدينة ومن ضمن الندوات التي احتضنتها ندوة حضرها العلامة: الخذر حسين أما جامع الضاوي فهذا المعلم شيد فوق هضبة وهو من أقدم الجوامع بالسويحل وأسسه الحاج محمد الضاوي وساهم في تحفيظ القرآن لعدد هام من أبناء المنطقة في أواخر الأربعينات وبداية الخمسينات واليوم بقي مهجورا وتم تأسيس جامع آخر حذو الأول إلى جانب عدة جوامع أخرى تأسست بالقريبيس وشماخ، ومن أبرز الكتاتيب والمدارس القرآنية بجرجيس هي جامعي الحصار وسيدي الحسين وبجامع سيدي مصدق وسيدي عبد القادر وسيدي منصور بالموانسة وزاوية مولاي الطيب بقصر أولاد سعيد وزاوية سيدي بن عيسى بقصر أولاد امحمد وكلها لعبت دورا هاما في تعليم القرآن الكريم منذ بداية الثلاثينات ومن بين المدارس القرآنية الحديثة المدرسة القرآنية بجامع سيدي منصور بالموانسة وأحدثت لتحفيظ الأطفال الصغار القرآن الكريم في العطلة الصيفية بالنسبة للمهاجرين وعلى امتداد السنة التربوية لبقية الأطفال ما قبل سن الدراسة وغالبية المساجد القديمة ذات زوايا أربعة وقبة واحدة ومحراب وفي الحائط المقابل للباب مكان لقنديل الإضاءة قنديل يشتعل سابقا بالزيت ويستعمل ليلا والمادة الأساسية في بناء المساجد كانت من الحجارة وجير الفرن واليوم نلاحظ ظاهرة ملفتة للانتباه إذ أن جل الجوامع لم تتم المحافظة على خصوصيتها المعمارية فأصبح البناء بالأجر والخرسانة المسلحة والرخام والزخارف المتنوعة الأشكال جميل كل ترميم وصيانة ولكن لا بد أن تكون مستمدة من البيئة المحلية معبرة عنها فالجدران ليس بالضرورة أن تكون مزخرفة فما هذا الإسراف وما هذا التبذير فجل الجوامع الواقع صيانتها أصبحت تعبر عن بيئة مستوحاة من الخارج. المصدر: منشورات جمعية المحافظة على التراث بجرجيس