من الأصوات التي تفتقدها المهرجانات الصيفية منذ سنوات الفنان الكبير نجم فرقة «المنار» الهادي القلال. كلما قادتني الصدفة الى ضاحية حلق الوادي أتذكر الهادي القلال الذي اعتزل الفن في صمت وبقي مخلصا لزواياه. الهادي القلال الذي خلدته الذاكرة منذ الخمسينات بأغانيه : يا فاطمة يا بنت العم يا بنت الفلاح منيرة يا دار الحبايب وغيرها من الروائع ما زال حيا في ذاكرة عشاق الفن الجميل الذين لم تؤثر في أذواقهم أغاني هذه الأيام للنجوم الذي صنعتهم الفضائيات العربية التي انتشرت انتشار «الوباء» لتفريخ المطربين. لكن رغم عطائه الكبير والسنوات التي قضاها نجما لم يبق للهادي القلال أي حضور في المهرجانات منذ سنوات ولا في التلفزة التي استقال من فرقتها منذ سنوات مكتفيا الآن بجراية بسيطة من وزارة الثقافة والشباب والترفيه. إن الهادي القلال الغائب عن المهرجانات منذ سنوات جدير بأن يكون محورا لتكريم في حجم ما قدمه للفن الجميل خاصة أننا في هذه السنة فقدنا رفيق دربه الفنان رضا القلعي. فتكريم ذكرى محمد في اختتام مهرجان قرطاج الدولي مبادرة ايجابية ولمسة وفاء لكن أليس من الضروري التفكير في الأحياء والهادي القلال واحد منهم بل لعله أجدرهم بالتكريم الآن حتى يعيش الحدث وهو حي يرزق ليساهم فيه واذا كانت فرصة المهرجانات لصيف 2004 قد ضاعت فعسى أن تتذكره الوزارة في مهرجان الأغنية القادم لأن فنانا مثل الهادي القلال يحتاج للمسة وفاء ومحبة وهو الذي اختار العزلة والصمت... فهل يعود نجم الأغنية التونسية في الخمسينات والستينات الى الغناء الجميل؟!