مات رضا القلعي بعد معاناة طويلة مع المرض استمرت حوالي 25 سنة كان خلالها يذوي ببطء ويموت كل يوم. رحل «المايسترو» رضا القلعي لكن أغانيه ومعزوفاته وقصائده لن تنساها الذاكرة من فرقة المنار الى فرقة الاذاعة صنع القلعي مجدا لن ينسى ألم يغيّر المسار الفني لنعمة حين لحن لها «عيني شفتك خنتينا» ألم يلحن أروع الأغاني للهادي القلال «يا دار الحبايب ويا بنت الفلاح» ألم تشدو علية بأجمل ألحانه : ظلموني حبايبي... ألم يتعلم منه عبود عبد العال كيف يقود الأوركستر واقفا. لكن رضا القلعي رحل في صمت ولم تفكر وزارة الثقافة والشباب والترفيه في تكريمه عندما كان حيا ولم تمنح اسمه لدورة من دورات مهرجان الأغنية ومنحتها لمحمد بوذينة بعد موته وكان الأجدر بها أن تسميها باسم رضا القلعي وهو حي ولا شك أنها ستفكر في تكريمه الآن في مهرجان قرطاج الدولي أو في مهرجان الأغنية وسيتقاتل المطربون والملحنون على اعادة احياء أغانيه في حين لم يفكر فيه أحد عندما كان حيا ينتظر لمسة وفاء أو تكريما يليق بعطائه أنها العقلية العربية دائما التي تقتل الأحياء رمزيا بالجحود والنسيان والتجاهل وتدفع بهم إلى غياهب الاحباط فلا «نبي في قومه» وتبادر إلى تكريم الموتى بمجرد رحيلهم ولعل الشاعر أدونيس كان على حق عندما أعلن منذ سنوات على صفحات «الشرق الأوسط» أنه يرفض كل أشكال التكريم بعد موته. متى نكف عن تكريم الموتى بعد أن تجاهلناهم في حياتهم واهتممنا بأسماء أقل منهم شأنا بكل المقاييس رجاؤنا الوحيد أن يبادر مهرجان قرطاج هذه السنة بتكريم الهادي القلال آخر الكبار حتى لا يكون مصيره كمصير صديق دربه الفنان الراحل رضا القلعي خاصة أن بوادر الحروب حول من يغني ألحانه قد بدأت!