بعد 3 مباريات لم ينهزم صاحب كأس تونس للموسم المنقضي ولم ينتصر.. لم يقبل دفاع الأولمبي أهدافا ولم يسجل خطه الأمامي ولو هدفا واحدا.. هل تعتبر الحصيلة ايجابية أم سلبية؟ بعض الجماهير حمّلت المدرب رشيد بلحوت المسؤولية فيما هو سلبي؟ وتحدّث البعض عن عرض من الافريقي لهذا المدرب وعن خلافات حادة بينه وبين رئيس النادي مختار النفزي... أمور حملتها «الشروق» الى بلحوت باحثين ومستفسرين.. وجدنا من هذا الرجل رحابة صدره المعهودة فكان هذا الحوار. في البداية، لو تحدّثنا عن كرة القدم في شهر الصيام! ليس لدينا اي خيار.. وقد مرّ الشهر العظيم ببركاته على الجميع وان شاء ا& نخرج منه سالمين وخاصة اللاعبون.. الشهر ليس ثابتا وماذا لو تزامن مع نهاية الموسم هل تؤجل النهاية لموسم آخر؟.. وما دمنا مسلمين وجب ان نحترم ديننا ونحترم قدر المستطاع صحة اللاعبين. بعد 3 جولات كيف يقيّم بلحوت نتائج فريقه الاولمبي الباجي؟ لو سجلنا هدفا واحدا في كل مباراة لانتصرنا وتصدّرنا طليعة الترتيب ولو قبلنا هدفا واحدا في كل مباراة لانهزمنا وقبعنا في أسفل هذا الترتيب... نتيجتا صفاقس والمرسى ايجابيتان ونتيجة مباراة حمام الانف سلبية فقد كانت لنا فرص سانحة للتسجيل والانتصار وعجزنا عن ذلك... بقي ان المجموعة التي لدينا الآن يجب ألا تضيع فرصا أخرى وعلى خط الدفاع مواصلة قيامه بواجبه كالعادة... أتمنى أن يحمل لنا نبيل الميساوي اللمسة الاخيرة الضرورية... هناك لاعبون جدد واعدون مثل بسام المناعي الذي يجب ان يشهد أداؤه بعض التطور نحو الافضل.. حمودة المعمري سريع وله نزعة هجومية أكثر منها دفاعية.. سامح الدربالي كان له دور فعّال في المجموعة ولا يمكن ان نطلب من حمودة المعمري ان يكون نسخة من الدربالي فللأول خصال غير التي عند الثاني.. كما أتمنى ان يستعيد نزار ڤربوج نجاعته وجاهزيته. في غياب الدربالي وحرب والسلطاني وغياب معوضين لهم ألا ترى أنه على بلحوت تغيير أسلوب اللعب؟ لماذا يجب تغيير الاسلوب؟!.. لقد طالعت في احدى الصحف ان كاتب المقال قد وضع تشكيلة بدلا عنّي مؤكدا ان صابر المحمدي وابراهيما كامارا لا يجب ان يلعبا.. وتخيّلوا وجود لاعبين واعدين قادرين على تعويضهما لكن مستقبلا. فئة من الجماهير والمتابعين لأحوال الاولمبي الباجي يحمّلون بلحوت شبه العثرة امام «الهمهاما» لاعتماده نفس الاسلوب في اللعب وخاصة تركيبة وسط الميدان! اذا وصلت الأمور الى هذا الحد فإني لن أرضى بذلك واذا بدأنا نتحدث بهذه الطريقة فالامر لم يعد يعنيني. ولن تجدوا مني أذنا صاغية... فلو تأمل هؤلاء جيدا النزعة الهجومية التي خضنا بها مباراة حمام الانف لما ساقوا هذه الملاحظات.. وكذلك عدد الفرص السانحة للتسجيل التي خلقناها.. قد يصعد شرح بعض الأمور لهؤلاء لكن مثلت الوسط متغير في المباراة وفق الوضعيات والمستجدات بين الحالة الهجومية والحالة الدفاعية وقد أدى خط الوسط ما عليه وعلى الوجه الامثل في المباراة المذكورة. وما حكاية بلحوت في النادي الافريقي في مفتتح هذا الموسم ثم منذ أسبوع لما كنت في بلجيكا؟ في مفتتح الموسم لم يكن لديّ أي عرض من اي فريق تونسي.. وفي المقابل وصلتني عروض كتابية هامة جدا من الناحية المالية من فرق خارج تونس. أنا لا أتعامل أبدا مع الوسطاء ولم التق اي مسؤول كان في فريق تونسي... ولما كنت في بلجيكا لم أتلق اي عرض من الافريقي لا بواسطة ولا من مسؤول رسمي... فقط كان بإمكاني البقاء في بلجيكا اذا تمت دعوتي للبقاء هناك قصد تدريب فريق محترم.. أعطيت كلمتي للأولمبي الباجي وأنا حرّ من كل العقود ولم أخن فكيف لي أن أخون وأنا مرتبط بعقد مع الأولمبي الى موفى جوان 2011؟!.. لم أكن يوما ماديا رغم ان سنّي يشرّع لي ذلك خاصة وأني تزوجت من جديد ولي ابن يحتاجني باستمرار في بلجيكا.. قد يكون عمر لاعب كرة القدم قصيرا ما لم يتحول الى مدرب.. لكن المدرب يظل متواجدا باستمرار ولن يموت جوعا. نعود الى الأولمبي الباجي، هل ترى ان الزاد البشري المتوفر حاليا قادر على جعل الاولمبي يلعب براحة وينجح على 4 واجهات؟ ستكون المهمة صعبة.. بل صعبة جدا.. سنضاعف من المجهود جميعا ليكون الفريق جاهزا باستمرار.. ويكون لدينا باستمرار لاعبون جاهزون كمّا وكيفا.. وهذا لن يكون الا بالتكثيف من المباريات الودية حتى يتم تشريك اللاعبين الذين لا يتواجدون بانتظام في التشكيلة الأساسية.. ففي الموسم المنقضي خسرنا اللاعب محمد علي الدربالي لقلة المباريات في مخزونه.. ولما أقحم بعد غياب ولمجرد تمريرة خاطئة سخطت الجماهير وضاع اللاعب رغم امكانياته العريضة. شاع في الآونة الاخيرة أنك في خلاف حاد ومتواصل مع رئيس النادي السيد مختار النفزي؟ فما حقيقة الامر؟ قد تعجبني أشياء وأرفض أخرى.. يروق لي هذا ولا أرضى بذلك.. واذا كنا متفقيْن باستمرار فهذا ليس في صالح أحد.. أن نكون أصدقاء فلن يعني ذلك حتما أننا متفقون باستمرار.. واذا أردت ان تكون صديقا حقا فعلينا ان نختلف... كرة القدم تبقى كرة القدم ولا يمكن بأي حال من الاحوال ان أدخل صراعا مع صديق من أجل كرة. ... نحن اجتمعنا لدفع عجلة الاولمبي الباجي نحو الافضل وعلينا ان نتحدى الصعاب ونجد الحلول معا... لكل رؤيته الخاصة للعبة وليس المدرب هو الأكثر معرفة بكرة القدم... لكن نحن من يتواجد ويفعل في الملعب.. أكره ان يقال «بلحوت يتحمّل المسؤولية» وهذا خطأ لأني أعددت ما ينبغي ولم يكن ينقصنا سوى وضع الكرة في الشباك لتزول كل الخلافات والاختلافات. في الختام، أوحيت لنا انك راض كل الرضا على ما تأتيه من عمل في الأولمبي الباجي.. فما مدى صحة هذا التخمين؟ قد تصنع المستحيل في التمارين وتضع كل ما عندك من طاقات وتسخر كل خبرتك.. واذا لم تنتصر يوم المباراة الرسمية لا يمكنك ان تقول «أتيت عملا جيدا» او العكس... يجب ان نثبت ونكون أقوياء.. خسرنا السلطاني وحرب والدربالي ويصعب تعويضهم.. وهذا يعني أننا يجب ان نجد وسائل أخرى... وقد تحدثت مع رئيس النادي ووعدني بأنه سيعزز الزاد البشري بما يجب ووفق ما ستفرزه مرحلة الذهاب من نقائص.