اللاعب سامح الدربالي من مواليد 23 نوفمبر 1986 قضى 4 سنوات مع شبان نسر جلمة وانتقل في صنف الأصاغر إلى الترجي الرياضي التونسي وبعد 5 سنوات اشتد عوده بما يكفي للانضمام إلى الأكابر... أفضل موسم له كان مع المدرب كابرال إذ لعب سامح 13 مباراة وقبلها وبعدها كانت مشاركاته خاطفة.. وضعية مهدت في مفتتح هذا الموسم للتحول إلى الأولمبي الباجي في شكل إعارة.. لعب تقريبا كل المباريات... «الشروق» التقت هذا اللاعب في حوار شامل.. الترجي.. الأولمبي.. الماضي.. الحاضر والمستقبل.. الكرة في تونس.. البطولة.. الكأس وعديد الأشياء الأخرى... كلها أمور لم نجد صعوبة في توجيه أسئلة حولها لهذا اللاعب.. وسامح الدربالي لم يبخل بالإجابة. لنعد إلى نقطة البداية.. هل صحيح أن الدربالي انتقل من الترجي إلى الأولمبي الباجي لأنه رفض اللعب كظهير أيمن مع الأحمر والأصفر؟ هذا ليس صحيحا.. ولا هو معقول.. فأنا أفضل هذا المركز على المراكز الأخرى فبدايتي مع الترجي في صنف الأكابر كانت في خطة ظهير أيمن ثم لا يُعقل أن أشترط مركزا بعينه على فريق في حجم الترجي خاصة وأنا في بداية الطريق... وكل ما في الأمر أنني بقيت موسما كاملا بلا نشاط لذلك فضلت الخروج لمصلحة كل الأطراف. وهل كان الأولمبي الباجي وجهة اختيارية أم اضطرارية؟ الكل كان على علم بالعروض الرسمية من ترجي جرجيس والملعب التونسي وشبيبة القيروان.. اخترت بل فضّلت الأولمبي الباجي لأن سي فريد (المدرب فريد بن بلقاسم) اقترح علي الأمر فلم أمانع لثقتي الكبيرة في هذا المدرب وتزامن ذلك مع نصح إدارة الترجي لي بالتوجه إلى الأولمبي الذي نشط فيه «أولاد عمّي» وأقصد «أولاد جلمة» ونجحوا. قبل أن نمرّ إلى مسيرتك إلى حد الآن مع الأولمبي هل أتيت إلى الأولمبي الباجي كمهاجم هدّاف أم ظهير أم ماذا؟ جئت إلى باجة كمتوسط ميدان وأعلمت سي فريد بذلك فلم يمانع شاءت الأقدار ألا يتواصل المشوار مع سي فريد فخلفه سي خالد (خالد بن ساسي) تحدثت معه في خصوص هذا المركز لم يمانع لكنه فرض علي الظهور كمهاجم وظل يمنيني بأنه سيعيدني إلى وسط الميدان في الوقت المناسب دون أن يتم ذلك وعُذر «سي خالد» أن خطته تفرض مهاجمين ولما خلفه «سي رشيد» (المدرب رشيد بالحوت) فهمني جيدا والحمد لله وظللت منذ قدومه أشغل المركز الذي أحبذه وهو لاعب وسط ميدان من الجهة اليمنى. هل تعلم أنك بهذه الإجابة الكافية الشافية قد حسمت الخلاف بين فئتين من أحباء الأولمبي الباجي الأولى ترى أنك لم تف بوعودك لأن الأولمبي انتدبك مهاجما هدّافا ولم تسجل إلا القليل من هذه الأهداف وأخرى تقف إلى صفك على أساس أنك أفضل متوسط ميدان حالي في الفريق؟ هذا جميل لم تكن لي فكرة عن الموضوع والحمد لله أن «الشروق» قد أتاحت لي الفرصة لهذا التوضيح. لو نقيّم إذا مسيرتك مع الأولمبي إلى حد الآن؟ مسيرة أعتبرها شخصيا ناجحة إلى أبعد حد.. وجدت راحتي.. أتدرب مع مجموعة طيبة جدا من اللاعبين.. الكل وقف إلى جانبي.. لم أبخل بأدنى جهد لمصلحة الفريق.. وسامح الله المشككين؟ ماذا تقصد؟.. لعلها تلك المباراة أمام ترجي العاصمة؟ نعم.. فعلى امتداد تلك المباراة (الجولة الأولى إياب) بذلت أكثر مما في وسعي لكن الكرة والحظ خذلاني وقد يكون ذلك نتيجة الرغبة المفرطة التي كانت تحدوني لصنع الحدث أمام الترجي لصالح الأولمبي... لا أتخيل نفسي يوما بائعا للذمة أو عاضا لأياد احتضنتني... لكنّ الأولمبي كان منهزما ومع ذلك توجهت إلى جمهور الترجي وبادلته التحية وفي هذا استفزاز صريح لمشاعر أحباء «اللقالق»؟! كنت متوجها إلى حجرات الملابس فسمعت صوتا يناديني من مدارج الترجي.. كان صوت نوفل اليوسفي توجهت إليه لأحييه... حبّا في جمهور الترجي فرددت التحية وبكل عفوية.. ومع ذلك ورغم أن العملية قد دخلت طي النسيان فإني أجدد اعتذاري لجمهور الأولمبي الباجي.. وسامح الله من أوّل تلك الحركة.. وماذا عن نزيف الإنذارات المجانية؟ في البداية اعلموا أني لم أتحصل على أي ورقة صفراء قبل هذا الموسم.. ثم إن طبيعة المباريات والرهانات وصافرة الحكم.. فاللاعب من لحم ودم وأعصابه ليست من حديد وكل العوامل المذكورة تؤثر نسبيا على سلوكات اللاعب مع حكام لا يجتهدون ويطبقون القانون بسرعة البرق.. وهذا لا يعني حتما أني أبرر ما لا يبرّر أو تمهيدا لمزيد من هذه الإنذارات. المدرب خالد بن ساسي وزميله رشيد بلحوت جمعا نفس العدد تقريبا من النقاط في سلسلة من المباريات رحلت بالأول ولم ترحل بالثاني فما تفسيرك لذلك؟ الروزنامة حكمت على «سي خالد» بالرحيل فالمباريات كانت على التوالي من العيار الثقيل ووقتها كان الفريق يبحث عن توازنه واللاعبون لم يتأقلموا مع بعضهم البعض على الوجه الأمثل لقصر مدة التحضيرات والتاريخ أثبت أن النتائج تتغير حال تغيير المدرب والدليل نجاح سي خالد مع النجم مقارنة ب«بيت هامبرغ»... وأمام المدرب رشيد بلحوت «شبعنا كورة» وشخصيا أرى أن سي رشيد أول مدرب في تونس يلعب بنفس الطريقة خارج وداخل الديار مهما كان المنافس والرهان.. ويلعب دوما من أجل الانتصار. يقال إنه (بلحوت) لا يفرض الانضباط؟ هو مدرب يكره أن يكون عبوسا فتراه مبتسما على الدوام لكن أثناء التمارين وفي المباريات يفرض عليك الانضباط بالكرة لا بالحديث والأمر والنهي المجانيين فأسلوبه في العمل يجعلك تقبل على التمارين دون كلل أو ملل وبانشراح رغم التعب.. ولا أذيع سرّا إذا أكدت لكم أني وزملائي بذلنا في أكثر من مرة أكثر مما نملك «خوفا عليه» وردا لجميله واحتراما لرقي العمل تحت قيادته. إدارة الأولمبي تسدد بانتظام مستحقات اللاعبين فلماذا لا يكون الفريق من الخمس الأوائل على الأقل؟ اعلموا في البداية أن الانتظام في المعاملات بين الهيئة المديرة للأولمبي واللاعبين لا يوجد في أكثر من فريق يسمونه بال«كبير».. وأمّا سبب عدم تواجده ضمن الخمس الأوائل رغم هذه الأفضلية والخصلة فيعود أساسا إلى الانطلاقة الصعبة (3 مدربين في 7 مباريات) وتأكدوا أن هذه المجموعة من اللاعبين إذا واصلت المشوار مع نفس الإدارة لموسم آخر على الأقل سنتحدث عن أولمبي باجي ضمن المتراهنين على المراكز الأولى حتى لا نقول تاج البطولة. فهل هو سرّ من أسرار «هيجان» الأولمبي في الآونة الأخيرة؟ إنّه الفرج الذي وُعد به الصابرون والعاملون.. ونحن عملنا وصبرنا وثابرنا ونجني اليوم الثمار الطيبة مع إطار فني وإداري يستحق كل طيّب. بلوغ الدور النهائي في سباق الأميرة.. هل هو أمنية تحققت وليكن بعدها ما يكون؟ منذ صعودي إلى أكابر الترجي ولي مع كل موسم موعد مع تاج.. ولن يكون هذا الموسم استثناء وبالتالي فإن أحلامنا وأهدافنا لم تتوقف بإدراكنا للنهائي بل تمتد إلى هزم ال«سي آس آس» والعودة إلى باجة بال«كأس» وما دون ذلك فهو خيبة أمل بالنسبة لي على الأقل. ولكن النادي الرياضي الصفاقسي ليس الملعب التونسي؟ ألم يقولوا لنا إن الملعب التونسي ليس اتحاد بن قردان وليس أمل حمام سوسة وليس الملعب القابسي فماذا كانت النتيجة... نحن في الدور النهائي على حساب «البقلاوة» وفي رادس بالذات فلم لا النادي الصفاقسي وفي نفس الملعب؟.. فعندما تدخل مباراة والتاج يطل عليك من المنصة الشرفية تستوي عندك الأسماء والألوان وتعطي أكثر مما عندك لتفرض اسم ولون فريقك.. مع الملعب التونسي لعبنا أفضل مباراة في البطولة وانهزمنا فجاءنا الإنصاف في الكأس وأمام ال«سي آس آس» وقع نفس الشيء. نعود إلى الترجي.. هل ترى أنه الأجدر ببطولة هذا الموسم؟ عن جدارة ودون أدنى شك.. فهو الفريق الأكثر انتظاما هذا الموسم وعلى جميع المستويات بل أتوقع تتويجات أبعد من البطولة المحلية خاصة بعد أن استعاد الفريق قوته وبات يضرب بقوة في تونس وخارجها أمام المنافسين الأفارقة. وما تعليقك على ما حصل مؤخرا في لقاء حمام الأنف والترجي؟ شخصيا أرفض كل أشكال وأنواع العنف.. فالكرة للفرجة والمتعة لا أملك أسبابا واضحة لما وقع.. وأملي أن تختفي هذه المظاهر من ملاعبنا نهائيا. هل صحيح أن الترجي حرمك من «الثراء»؟ نعم، لكن ليس الترجي وإنما المدرب كابرال... فقد وصلني عرض من أحد الأندية السعودية لمدة 6 أشهر فقط مقابل 900 مليونا من مليماتنا.. وافقت إدارة النادي لكن المدرب كابرال رفض تسريحي.. ولئن فهمت تفاصيل وأسباب الرفض إلا أنني لم أفهم إلى اليوم سر تحويلي وقتها للتدرب مع صنف الآمال ولمدة طويلة نسبيا. من ترشّح للنزول هذا الموسم؟ تقارب مجاميع النقاط بالنسبة إلى الفرق المعنية بالبقاء والنزول يجعل التكهن صعبا جدا وأظن أن الأمر سيحسم نهائيا في الجولة الأخيرة.. فقط أتمنى أن تدور كل المباريات في كنف الروح الرياضية والفريقان اللذان سينزلان ليسا الأسوء وإنما الأقل حظّا لأن كرة القدم لعبة يلعب فيها الحظ دورا هاما. نفهم من الإجابة أنّك تلمّح ل«البيع والشراء» بعد أن اشتد الخطب في أسفل الترتيب؟ شخصيا، لم أعش هذه المسألة وسمعت عنها الكثير... الإثبات صعب.. كل شيء ممكن... وعلى الساهرين على أمر كرتنا أن يبحثوا بجد وبالدليل عن أي تلاعب ولم لا الحكم بالنزول على كل من تثبت إدانته على غرار «اليوفي» في إيطاليا. هل هي نصيحة للمكتب الجامعي الذي هو على الأبواب أم للجنة إنقاذ كرة القدم؟ أنا لا أنصح وإنما أقترح.. وإذا كنت سأتوجه بطلب إلى المسؤولين عن الكرة في تونس فأكثر الطلبات إلحاحا هو تحسين الملاعب وخاصة على مستوى الأرضية و بعدها نتحدث تكوينا وكرة وأشياء أخرى. لو طُلب منك أن تعطي صوتك.. هل يكون للسيد علي الحفصي وقائمته أم لقائمة السيد عياد؟ رغم أني لا أفقه شيئا في هذا «العالم» إلا أنني قد أعطي صوتي إلى السيد علي الحفصي وقائمته وهذا من باب أنه «توزري» وبالتالي قريب من جلمة. وما السبيل إلى منتخب وطني يصنع الحدث في كل المسابقات؟ مجموعة من اللاعبين يكبرون مع بعضهم البعض من منتخبات الشبان وفقا لبرامج عمل مدروسة وتنفيذ محكم لها بعيدا عن المحاباة والعشوائية ثم كثيرا من الصبر الجميل... وما سرّ تقارب المستوى الفني بين «كبار» الأندية و«صغارها»؟ طغى التكتيك على لعبة كرة القدم وتزامن ذلك مع اختفاء اللاعب النجم الذي يصنع الفارق بمفرده وبالتالي تقارب مستوى كل اللاعبين في جميع الأندية. ومن ترشح للقب أحسن لاعب لهذا الموسم ولماذا؟ يوسف المساكني فهو يملك مواصفات اللاعب المتكامل رغم صغر سنه.. ومستقبله كبير بإذن الله إذا حافظ يوسف على نفسه وحافظوا عليه. ولاعبك المثالي عالميا من يكون؟ رونالدو البرازيلي.. ولم أر إلى اليوم مهاجما مثله. لكنك متوسط ميدان؟! أحببت رونالدو وأنا مهاجم.. واليوم إذا تأثرت بلاعب ف«ميسي» يستهويني فهو يملك قدرة عجيبة على التصرف بالكرة في مساحات ضيقة وفي وضعيات صعبة وذلك بأبجديات هذه الكرة وبالسهل الممتنع فهو ينفّذ ما يفكر فيه ببساطة تذهل خصمه والمتفرج على حد السواء. أفضل ذكرى لسامح الدربالي؟ انضمامي لأكابر الترجي الرياضي التونسي... يومها أحسست بأن الأبواب قد فُتحت في وجهي على مصراعيها. وأسوأ ذكرى؟ ما عشته بعد مباراة الترجي في باجة.. لأني لم أكن أتصور يوما أن أُخدش في مصداقيتي.. أنا شديد التأثر لذلك كدت أفقد كل ما بنيته لولا رئيس النادي «سي مختار» والمدرب «سي رشيد» اللذين وقفا إلى جانبي وأعادا إلي نكهة اللعب ولا أملك إلا أن أشكرهما لأنهما أنقذاني فعلا. قبل أن ننهي الحوار لو تقترح علينا منتخبا محليا يضم أفضل لاعبي هذا الموسم؟ وسيم نوارة بسام السايبي مهدي مرياح خالد السويسي زياد الدربالي شادي الهمامي وسام يحيى أسامة الدراجي يوسف المساكني أيمن السلطاني سامح الدربالي. وفي الختام هل أنت عائد إلى الترجي أم تنوي مواصلة المشوار مع الأولمبي من أجل مزيد من الأضواء؟ قدمت إلى باجة في شكل إعارة إلى موفى هذا الموسم.. وهذا يعني حتما أني عائد إلى الترجي... وإذا رأيت أن سيناريو الاختفاء عن المباريات الرسمية سيتكرر فسأطلب تسريحي من جديد ووجهتي لن تكون إلا للأولمبي الباجي.
