تجمّلت ليالي مدينة صفاقس رمضان هذه السنة ببرمجة محكمة التنظيم من المندوبية الجهوية للثقافة والسيد عز الدين الزوش مديرا للدورة 16 لمهرجان مدينة عاصمة الجنوب. وقد تمثلت هذه البرمجة في سهرات فنية تسعى لإرضاء مختلف الشرائح العمرية وتلبي بالأساس أذواق الشباب ورغباته ونحن نحتفل بعيده. ومن بين الذين سطع نجمهم مع هلال شهر رمضان الفنانة شهرزاد هلال والمطربة سنية مبارك والأصيل زياد غرسة وعماد عزيز والنجمة درصاف الحمداني. فضاء المركب الثقافي محمد الجموسي احتضن أيضا كل من عادل سلطان ووجدي الأكحل وحاتم الحشيشة ونجوم السينما والمسرح. مهرجان المدينة هذا العام جاء حافلا بفنون الإنشاد والتعطيرات الصوفية والحضرة بعدّة فضاءات أخرى كالقصبة وباب الديوان وفندق الحدادين. ومن بين العروض التي حققت النجاح والامتياز عرض شيوخ سلاطين الطرب من سوريا الذي شهد حضورا جماهيريا قياسيا وكذلك عرض الفنان المتألق رياض بوراوي جموسيات على شرفات المدينة الذي استعاد من خلاله بوراوي أيام الجموسي وحكاياته على بنت العم زينها في الدنيا ما ثم والزوقة والسمرة والقهواجي ومرقة صفاقسية والنساء في صياغة فنية أضفى عليها بوراوي عذوبة صوته وإحساسه الفني الرقيق هالة من الدفء والعطاء اللامحدود. ولم يكتف الأستاذ رياض البوراوي من النهل من مدرسة الجموسي بل قدّم للجماهير العريضة الحاضرة ليلة القدر بساحة باب الديوان باقة من الأغاني الروحية والمدائح في عرضه «التخميرة» الذي جاء عابقا وممتعا ومتنوعا شمل الحضرة والفلكلور وشقائق بوسعدية الذي امتزج برفرفة السناجق ورائحة البخور.