أعلن لورون ووكيز كاتب الدولة الفرنسي المكلف بالتشغيل خلال شهر جويلية الماضي أنه يجري اعداد مخطط يعطّل لجوء مراكز النداء الفرنسية الى بعث فروع لها في الخارج. وتحدثت الصحف الفرنسية عن سيناريوهات عديدة يجري اعدادها لسدّ ما أسمته ب «ثغرة التشغيل» وذلك لاستعادة مراكز النداء الى الوطن الفرنسي قصد تشغيل العاطلين في البلاد ومنها توظيف ضريبة اضافية على المكالمات القادمة من الفروع بالخارج وتقديم مساعدات لمراكز النداء التي لا تفتح فروعا لها في تونس والمغرب. هذا الاعلان جاء بعد أيام قليلة من تخلّي شركة «تيليبرفرمونس»، أكبر مراكز النداء الفرنسية، عن 837 منصب شغل كان متبوعا بانتقادات شديدة توجه بها النقابيون في القطاع لعملية تحويل نشاط تلك المراكز الى الخارج خاصة في اتجاه تونس والمغرب... رغم توضيحات مسؤولي الشركة بأن القرار له علاقة بتراجع النشاط في فرنسا. شأن داخلي جدل داخلي قالت عنه بعض المصادر المطّلعة في تونس إنه لم يكن متبوعا بأي تحرّك رسمي قصد استعادة مراكز النداء الفرنسية المشتغلّة في تونس الى بلادها... مشيرة الى أن الاعلان قد يكون ردة فعل من الادارة الرسمية للتشغيل في البلاد لامتصاص الغضب الداخلي خاصة وأنه لا يمكن وفقا لقانون حرية الاقتصاد اجبار أو توجيه الشركات متعددة الجنسيات على الانتصاب في مكان دون آخر أيا كانت وجهتها. وتؤكد ذات المصادر أن مراكز النداء الفرنسية المشتغلة في تونس تتمتع بعدد من الامتيازات ومنها توفّر الكفاءات التي تحتاجها. وتشير مصادر أخرى مطّلعة أن عدد مراكز النداء الفرنسية الناشطة في تونس لا يتجاوز 5 مراكز لكنها تشغّل ما لا يقل عن 70٪ من مجموع المشتغلين في البلاد. عثرات تفاعلا مع ما أعلنه كاتب الدولة الفرنسي المكلف بالتشغيل وابرازا لمكانة مراكز النداء في تونس وما تحظى به من متابعة واهتمام على المستوى الرسمي في البلاد نظّم أحد مكاتب الدراسات الخاصة أمس بالقطب التكنولوجي للغزالة منتدى حول الحلول الجديدة لمراكز النداء حضره عدد من ممثلي المهنة من أصحاب مراكز نداء ومؤسسات مشتغلة في المجال. هذا المنتدى الذي افتتحه السيد محمد الناصر عمّار وزير تكنولوجيات الاتصال اتّسم بالاصغاء لمشاغل المهنة... وأبرزها «التعثّر اللغوي للشباب الراغب في العمل بمراكز النداء» حسب قول السيد رضا بن عبد السلام رئيس غرفة مراكز النداء. «هناك اشكالية كبرى في توفر اليد العاملة التي تتقن اللغات خاصة منها الفرنسية» حسب قوله. وأشار الممثل الاول للمهنة أن القطاع يضم 200 مركز نداء يشغّل 20 ألف شاب وشابة مؤكدا ان الاشكال في عدم اتقان اللغات ممكن تجاوزه ما إن نجحت الدورة التكوينية الاولى في اللغات الذي أطلقتها وزارة التشغيل منذ جوان الماضي لفائدة 20 ألف طالب شغل (15 ألف متكون في الانقليزية و5 آلاف متكون في الفرنسية والايطالية والألمانية). عناية من جهته وصف الوزير تونس بالوجهة المتوسطية لمراكز النداء مؤكدا أنه جرى تطوير الاطار التشريعي الخاص بمراكز النداء قصد دعم مناخ الاستثمار ونسق احداث المشاريع ومنها اصدار عدد من الأوامر منذ عام 2008 تتعلق بضبط شروط توفير خدمة الهاتف عبر بروتوكول الانترنات قصد تعزيز الجانب التقني لدى مراكز النداء بالخصوص وأخرى تتعلق بضبط الجوانب التقنية اللازمة لتأمين جودة خدمات الهاتف عبر بروتوكول الانترنات وسلامتها. آخر تلك الترتيبات القانونية القرار المؤرخ في 9 جانفي 2010 المتعلق بضبط معاليم اسناد موارد الترقيم والعنونة وذلك بدفع تلك المراكز لمعلوم سنوي رمزي بعنوان موارد الترقيم المسندة لها (100 دينار سنويا) مقارنة بموارد ترقيم لمزودي خدمات الاتصال الاخرى مما يعني العناية المتواصلة بأنشطة تلك المراكز. كما تم حسب قول الوزير توسيع 3 أضعاف طاقة استيعاب قطب الغزالة المتوفرة حاليا للاستجابة الى الطلبات المتزايدة من قبل الشركات الاجنبية.