أقرّ وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك أمس بحنكة ودهاء «حزب الله» اللبناني الذي لقّن الصهاينة درسا مؤلما في صيف 2006 والذي خلق توازنا عسكريا رهيبا في الشرق الأوسط. وقال باراك عشية ما يسمى ب «يوم الغفران» إن «حزب الله» يفكر بكل خطوة يقوم بها ويحاول استقصاء السبل القادرة على توجيه أكثر الضربات الناجعة لإسرائيل وعلى مفاجأتها عسكريا. تذكير وأشار الى أن ذلك يذكره بما حصل قبل 37 عاما، حرب أكتوبر 1973 عندما فوجئت تل أبيب بهجوم منسق بين مصر وسوريا. وأردف، خلال جولة قام بها أمس في موقع على الحدود الشمالية مع لبنان أن الوضع هادئ الآن بيد أنه من الممكن ان يتغيّر بسرعة. وأشار الى أن الجيش الصهيوني موضوع في حالة تأهب قصوى ومستنفر تحسبا لأي تصعيد عسكري يطرأ على الجبهة الشمالية. نوايا مبيتة للسلام وزعم باراك ان هناك نوايا لصنع السلام مع سوريا ولبنان. واستشهد في هذا السياق باتفاقيتي السلام اللتين جرى توقيعهما مع مصر والأردن (كامب ديفيد وادي عربة). وتأتي تصريحات وزير الحرب الصهيوني في أعقاب تأكيد واشنطن بأنها تبذل «جهودا مضنية» من أجل تجديد المسار السلمي بين دمشق وتل أبيب. وأفاد المبعوث الأمريكي الخاص الى الشرق الأوسط جورج ميتشل بأنه أطلع الرئيس الأمريكي باراك أوباما مؤخرا على نتائج هذه الجهود. كما يتزامن تصريح باراك مع تشديد أنقرة على سعيها الى الوصول لسلام حقيقي بين سوريا وإسرائيل ومع جهود فرنسية مبذولة في ذات السياق لإعادة اطلاق المفاوضات بين الطرفين السوري والإسرائيلي.