تمر هذه الأيام الذكرى السنوية الثامنة والعشرون لمجزرة صبرا وشاتيلا التي راح ضحيتها آلاف الأبرياء فيما لا يزال المجرمون الذين اقترفوها بلا محاكمة. فبين يومي 16 و19 سبتمبر 1982 ارتكبت مليشيا القوات اللبنانية وقوات سعد حداد وآخرون مجزرتهم الشهيرة في صبرا وشاتيلا، بدعم وتغطية من الجيش الاسرائيلي. المجزرة وقعت في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين (جنوببيروت) وحي صبرا اللبناني الفقير، بعد يومين من اغتيال الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميل، وبدت كأنها انتقام لمقتل الجميل الذي كان زعيما للمليشيات اليمينية المتعاونة مع اسرائيل. كما أتت المجزرة بعد يوم من اجتياح القوات الاسرائيلية بقيادة وزير الدفاع وقتئذ أرييل شارون غرب بيروت وحصارها المخيم بناء على مزاعم بأن منظمة التحرير التي كان مقاتلوها قد غادروا لبنان قبل أقل من شهر خلفوا وراءهم نحو ثلاثة آلاف مقاتل في المخيم. وقد قام هؤلاء في أيام الخميس والجمعة والسبت (16 و17 و18 سبتمبر 1982 بعمليات قتل واغتصاب وتقطيع جثث طالت النساء والاطفال والشيوخ بصورة رئيسية، امتدت الى مستشفيي عكا وغزة القريبين لتشمل طواقمهما من الممرضات والاطباء، اضافة الى عائلات لبنانية تقيم في صبرا. عمليات القتل التي كشف عنها النقاب صبيحة السبت تمت، حسب المعطيات المجمع عليها، باشراف ثلاث شخصيات رئيسية هي وزير الدفاع الاسرائيلي أرييل شارون، ورئيس الاركان رافائيل ايتان، ومسؤول الأمن في القوات اللبنانية ايلي حبيقة.