بعد بداية محتشمة في أواخر التسعينات صارت مسألة الاشتراكات ظاهرة صحية في النجم الساحلي حيث أصبحت بمرور المواسم تمثل احدى مصادر التمويل للجمعية الى جانب عملية بيع اللاعبين الى الخارج وذلك لاعتقاد أحباء وأنصار فريق جوهرة الساحل أن الاشتراكات عملية لها أكثر من جدوى باعتبارها تعود بالفائدة على الجمهور وعلى النادي في ذات الوقت.. بل يعتبر البعض أن كل مناصر يحب جمعيته بصدق مدعو الى اقتناء اشتراكه الشتوي. كما أن للاشتراك عدّة مزايا منها قلّة التكلفة مقارنة بأسعار التذاكر وعدم الانتظار في الطوابير أمام شبابيك التذاكر الى جانب أن المشترك عادة ما يكون مبجّلا في نظر جمعيته لأنه يساهم في دعم ميزانيتها ومجابهة نفقاتها. الى جانب كل ذلك لا أحد بامكانه أن ينكر محاسن الاشتراكات، إذ اضافة الى التكلفة البسيطة للانخراط فإنها تجعل صاحبها خالي البال من مشاكل الازدحام والقلاقل التي عادة ما تحدث أمام باب الملعب. كما أن الاشتراك في عصرنا الحالي أصبح ضرورة ملحة وهو ما أدركت أهميته جماهير الأندية الأوروبية. قاعدة جماهيرية «بالاسم»! على الورق يملك النجم الساحلي أحد أهم وأوسع القواعد الجماهيرية في تونس، إلا أنه خلال الموسم الماضي تراجعت هذه القاعدة قبل أن تشهد مع مطلع هذا الموسم عزوفا لافتا عن اقتناء الاشتراكات وهو ما طرح عديد الأسئلة الملحة في الوقت الذي أوفت فيه هيئة الدكتور حامد كمون بكل وعودها من حيث جلب مدرب كبير والقيام بانتدابات من العيار الثقيل كلفت خزينة الجمعية أموالا طائلة تسببت في تراجع الميزانية مقارنة بأرقام المواسم الثلاثة الماضية. لقد أصبح غياب الأحباء وعدم تحمسهم لاقتناء اشتراكاتهم السنوية بمثابة الاشكالية المطروحة التي أرقت المسؤولين رغم أن عملية الترويج انطلقت بصفة مبكرة وبأسلوب متطور في التسويق حيث وقع تسخير قافلة مهمتها زيارة مختلف الخلايا وتقريب الخدمة والحصول على الاشتراك الى المحب حيثما كان في مختلف مدن الساحل. عاشور يناشد من جهة أخرى اتصل بنا السيد طارق عاشور رئيس لجنة أحباء النجم الساحلي وأكد أن الجمعية في حاجة ماسة الى موارد مالية اضافية كي تحافظ على مستواها ومكانتها التي بلغتهما في السنوات الأخيرة. وأوضح محدثنا أن الانتدابات المكلفة والمصاريف الشهرية التي تناهز ال300 ألف دينار تبقى في حاجة الى عائدات أخرى لتغطيتها حتى يمكن للنجم أن يراهن على الألقاب في مختلف الفروع والأصناف مثلما يطالب بذلك أنصاره. ولعل ما أراد رئيس لجنة الأحباء إبلاغه هو أن النجم يعيش على الموارد القارة بالاضافة الى موارد أخرى كعائدات الاشتراكات التي سجلت تراجعا مذهلا وغير مبرر. فالنجم وإلى حدّ هذا الأسبوع لم يتجاوز ال4 آلاف مشترك وهو رقم ضعيف جدا في بطولة محترفة وطموحات لا حدود لها. ولسائل أن يسأل الى متى سيتواصل هذا الوضع؟ تذمرات واهية رغم النداءات المتعدّدة التي أطلقتها الهيئة المديرة عبر عدّة قنوات لحث الأحباء على الاقبال على اقتناء اشتراكاتهم السنوية، إلا أنّ هذه النداءات لم تلق التجاوب المطلوب بتعلة أن الهيئة لم تراع المقدرة الشرائية لأنصار الفريق وتعمدت الترفيع في أسعار هذه الاشتراكات والتي تم ضبطها كالآتي (40 60 70 150 300 400 1500 دينار). وعندما حملنا هذه الملاحظة الى السيد محمد علي المهذبي المسؤول الأول عن لجنة التذاكر والاشتراكات اكتفى بالقول: «ان الأسعار المعتمدة في النجم الساحلي تعد الأقل ارتفاعا مقارنة بأسعار اشتراكات الأندية الكبرى الأخرى». لا مجال للتخفيض وبخصوص نية الهيئة المديرة هذه الأيام مراجعة أسعار الاشتراكات السنوية من أجل تشجيع الأحباء على اقتنائها لبلوغ الرقم المأمول بما من شأنه أن ينعش خزينة الجمعية أكد السيد محمد علي المهذبي أنه لا مجال للتخفيض في الأسعار الحالية للاشتراكات نافيا نفيا قطعيا ما وقع تداوله في هذا الخصوص مشيرا الى أن الترفيع في أسعار التذاكر كان بنية تحفيز الجماهير على الاقبال على اقتناء اشتراكاتها لما تتضمنه هذه الأخيرة من امتيازات. أرقام لها دلالة ونحن نبحث في أسباب عزوف جماهير النجم الساحلي وعدم اقبالها على اقتناء اشتراكاتها السنوية بالعدد المأمول استوقفنا رقم له دلالة يتعلق بمداخيل الملعب الأولمبي بسوسة موسم (2006/2007) حيث بلغت مليار و225 مليونا و309 دنانير. وفي أعقاب الموسم الماضي (2009/2010) نزل هذا الرقم الى النصف حيث بلغ 412 . 624 . 607. أما الرقم القياسي في مداخيل مباريات كرة القدم فقد سجل موسم (2008/2009) حيث بلغ مليار و563 مليونا و803 دينارا وذلك بالرغم من عديد المنغصات التي يعرفها القاصي والداني.