بشقّ الأنفس وبكثير من الارتجال الذي لاح على أداء الفريق تفوّق أصحاب الأرض وقطعا لم يقدم «السي.آس.آس» مباراة العادة في لقاء العودة محققا الأهم بالفوز والابقاء على الحظوظ كاملة في انتظار عدم تفويت فرصة استقبال حرس الحدود المصري بعد أسبوعين لحسم مسألة المرور الى الدور النصف النهائي نهائيا. في المقابل كشف زاناكو الذي يبدو أن مباراة الذهاب أعطته أجنحة اضافية عن وجه محترم معتمدا الضغط العالي الذي عطل آليات اللعب وعسّر من مهمّة إخراج الكرة وبناء الهجمة السليمة وإيجاد الحلول لدى ممثلنا وأثمر تعادلا في نهاية الشوط وكاد يحرز النقطة التي سافر لأجلها في نهاية اللقاء. صعود وهبوط مردود النادي الصفاقسي كان متفاوتا من حيث قيمة اللعب على امتداد فترات اللقاء فارتفع نسق الفريق في العشر دقائق الأولى وفي الفترة التي سبقت الهدف الثاني أو التي تلته على مستوى تنظيم نشاط الأروقة خاصة على الجهة اليمنى حيث تمركز وتألق أوسوفو وبخاصة في عملية الهدف الثاني وتراجع في فترات أخرى بصفة واضحة وتعدّدت الأخطاء على مستوى التمريرات وأخفق الفريق في فرض لونه وفي السيطرة على منطقة الوسط خاصة على مستوى خط الدفاع الذي طغى على أدائه الارتباك. ورغم التوازن الذي استرجعه في بداية الموسم إلا أن مبارتي زاناكو أرجعتا المخاوف وكشفتا حتى عديد النقائص، فإلى جانب عديد الهفوات في التمركز وجاء الهدف الوحيد لزاناكو اثر غياب المحاصرة وكاد الفريق أن يكتفي بالتعادل اثر توغل مباندا بسهولة وتخطيه الدفاع بأكمله دون مشاكل وصولا الى التصويت. لقطة المباراة وقع الحكم الليبي محمد في شراك التوأمين عباس وخذله التشابه الكبير بينهما فبعد دقائق من حصول أمين على الورقة الصفراء ارتكب هاشم خطأ استوجب الانذار الذي رفعه في وجهه الحكم ولم يتردّد في أن يتلوه بحمراء وسرعان ما تراجع بعد لفت نظره الى الأمر وعلق هاشم بعد المباراة بطرافة أنها ليست المرة الأولى التي يخطئ فيها أحدهما ويعاقب الآخر بل كانا يعمدان الى استغلال التشابه للتمويه عن الحكم أحيانا في أصناف الشبان. «سوسيوس» في ثوب جديد في اجتماع لها بمركب الفريق أثناء عطلة العيد قامت السوميوس بادخال تحويرات على مستوى الهيكلة وتوزيع المسؤوليات وتحديد التركيبة وقد تمّ الترفيع في عدد الأعضاء ليبلغ 46 عضوا وخلال الاجتماع نُصّب عبد الرحمان الفندري على رأس «السوميوس». لوشانتر قلق من «دفاعه» ومشاكسات مدرب زاناكو فاقت المعقول أكد لوشانتر أن فريقه لم يكن في أفضل حالاته في مباراة زاناكو ولم يقدم مستوى جيّدا على عكس المباريات السابقة ولم يفرض أسلوبه على الوجه الأكمل لكن في المقابل حقق اللاعبون بفضل اندفاعهم ورغبتهم في الفوز الأهم وأعادوا ترتيب أوراق المجموعة من جديد وخطوا خطوة هامة نحو الترشح. وعن اعتماده التركيبة الدفاعية ذاتها رغم الأخطاء في الذهاب أجاب: «بالفعل تفطّنا لأخطاء الدفاع وكنا ننوي فعلا التغيير في تركيبته ولكن من كنت أنوي التعويل عليهم لم يظهروا مستوى جيّدا خلال اللقاء الودي مع محيط قرقنة، لذلك تراجعت وسنواصل العمل للوصول الى التركيبة المثلى ولتجاوز النقائص والأخطاء. مدرب زاناكو غاضب من الحكم مدرب زاناكو كان شديد التوتر أثناء وبعد المباراة ويبدو أن هذا المدرب الذي يقبع تحت طائلة العقوبة له علاقة وطيدة بمثل هذه العقوبات فتشنجه كان مبالغا فيه وتصرفاته كانت غير مسؤولة وصرّح إثر المباراة متراجعا عن تصريحاته السابقة بلوزاكا عندما نعت الفوز بأنه عظيم أمام منافس كبير قائلا في معرض ردّه على الخسارة أمام منافس في حجم ممثل تونس النادي الصفاقسي: «لا أعرف الصفاقسي وكنّا الأفضل على الميدان من البداية الى النهاية وحتى في ظلّ نقصنا العددي ولم تكن النتيجة عادلة وكنا قادرين على امتلاك التعادل ولكن للحكم الذي حرمنا من ضربة جزاء رأي آخر وأعتقد أنه هو الذي حسم نتيجة المباراة ووحده هو الذي مكن المنافس من الفوز». اتهامات بالارتشاء إشارات وحركات مدرب زاناكو وصياحه في المدارج تعبيرا عن ارتشاء الحكم وتخاذله تواصلت في الندوة الصحفية بأكثر حدّة معتبرا عن استغرابه من سحب الحكم للبطاقة الحمراء وهو قرار لا يحدث في كرة القدم على حدّ قوله مؤكدا أنه لا شك في أن الحكم تخاذل لفائدة الصفاقسي واللافت أن جماهير «السي.آس.آس» استاءت هي الأخرى في أكثر من مرة وربما أكثر من الزمبيين من قرارات الحكم الذي لم يرتكب أخطاء مؤثرة ولكنه استعمل صافرته بقدر مبالغ فيه. نوفل الزحاف: نحن أرفع من هذه الاتهامات وبتوجهنا الى السيد نوفل الزحاف رئيس الفريق للرّد على هذه الاتهامات أفادنا: «مثل هذه التصريحات لا تغنينا. فالنادي الصفاقسي أرفع من هذه الشوائب ورغم صعوبة اللقاء كنا نستحق الفوز وهو ما تحقق ولم يساعدنا الحكم في ذلك ولم يقدم لنا أية هدايا ومن جهتنا رغم تعرضنا لعديد المظالم سابقا لم نتهّم الحكام بالتخاذل.