على عكس منتخب استراليا الذي كان يعول على القامة الطويلة والاندفاع البدني يتميز منافس اليوم المنتخب الأرجنتيني على المهارات الفردية العالية وعلى الابتكار وحرية اللاعب في الخلق والابداع وصنع اللعب بدون قيود ودون الالتزام بطابع تكتيكي ثابت وفي ما يلي أهم العوامل التي ستحكم المباراة. ** الاستفادة من أخطاء المباراة الأولى 1 رغم الوجه الايجابي الذي ظهر به المنتخب التونسي في الشوط الثاني إلا أن عديد الأخطاء ظهرت لعل أهمها الحذر المبالغ فيه طيلة الشوط الأول كذلك المبالغة في التوزيعات العالية نحو المنافس الذي كان يحذق اللعب بالرأس والكرة الوحيدة التي أتت بالهدف كانت من كرة أرضية أمام المرمى هذا علاوة على أن المنتخب لم يصنع اللعب في وسط الميدان وبالغ في التسرع لوصول مرمى المنافس خاصة في الشوط الثاني. 2 منافس اليوم الأرجنتين له مهارات فنية بالجملة ويعتبر من أحسن الفرق الحاضرة وهو مؤهل للحصول على أحد المراكز الثلاثة وهو مكوّن من لاعبين من ذوي المهارات الفنية العالية بامكانهم تغيير نسق اللعب كيفما يشاؤون ومتى يشاؤون وطريقة لعبهم تعتمد على 4/4/2 لكنها متغيرة بها حرية في التنقل حيث يصعد لاعب اضافي من الوراء الى وسط الميدان عند الهجمة وحسب مكان الكرة ويتقدم لاعب من الوسط بحيث يكون هناك ثلاث لاعبين في الخط الأمامي أمام مرمانا... 3 كيف يمكن التعامل معهم؟ هؤلاء لا ينفع معهم دفاع المنطقة ولا المراقبة الفردية فما هو الحل اذن؟ الحل يكمن في الصيغة المشتركة التي تعتمد المراقبة اللصيقة للعناصر المميزة في الخط الأمامي مع تأمين تغطية ضرورية عند الحاجة وعدم ارتكاب أخطاء في المناطق الدفاعية لأن لاعبي الأرجنتين يجيدون المراوغة والحصول على المخالفات والاستفادة منها بالتصويب بشكل ناجع. 4 «أحسن طريقة للدفاع هي المبادرة بالهجوم» لعل هذه المقولة تنطبيق على مباراة اليوم بحيث لا يمكن للمنتخب أن يقضي كل الوقت في الدفاع فهو مطالب بالهجوم طبعا بشكل حذر مع المحافظة على التوازن بين الخطوط والاحتياط في المناطق الورائية. 5 أخيرا رغم أن المنتخب فوّت على نفسه فرصه الفوز على استراليا التي بدت في المتناول فإنه بامكانه التأهل والحصول على الأقل على نقطة من هذه المباراة وتأمين الفوز في مباراته الأخيرة والتأهل للدور الثاني وهو ما نتمناه جميعا.