تعتبر المطربة التونسية نجوى الرياحي من القليلات اللواتي يمتلكن طاقات صوتية هائلة ومميزة قادرة على تطويعها في مختلف الأنماط الموسيقية زادها في ذلك حسن أدائها ورقة صوتها بما فيه من حلاوة الى جانب جمالها الأخّاذ الساحر. نجوى الرياحي تتميز عن بعض زميلاتها بصدق المعاشرة، ووضوح التعامل خاصة مع وسائل الاعلام مما جعلها تحظى بكثير من الاحترام داخل الوسط الفني وخارجه... في تونس ومصر التي هاجرت اليها طمعا في الشهرة... لكن ذلك لم يكن كافيا فنجوى منذ ربع قرن تقريبا مازالت تبحث عن نفسها وعن أغنية حظ جديدة... لقد انتظرنا عودتها الى الساحة الفنية التونسية من الباب الكبير بعد غياب استمر طويلا في قاهرة المعز لم تبرز فيها بالشكل المرضي والمطلوب... ثم عادت الى تونس علها تطلق سنوات «النحس» التي لازمتها منذ سفرها الى مصر ورغم ذلك لم تتخط هذه الفنانة عتبة الاقلاع والابداع ولم تقدر على فك القيود التي كبلتها... وكأنه كتب عليها لتعيش حالة من الضياع الفني... فأغانيها المصرية التي كتب كلماتها الشاعر عبد الرحمان الأبنودي ولحنها محمد سلطان لم تحقق لها النجاح المرتقب الذي عاشت على حلمه... وحاولت مرارا إخفاء هذا الفشل بتصريحات متناقضة مؤكدة أن تلك الاغاني حققت نجاحا ساحقا عربيا وأوروبيا... والواقع أن لا أحد بقيت بذاكرته واحدة من تلك الاغاني التي أنجزتها منذ ما يقارب عن الست سنوات... والى اليوم لم نسمع بإنتاج جيد لهذه المطربة أو قرأنا لها حوارا قد يعيدها الى الواجهة من جديد فلولا بعض منشطي المحطات الاذاعية خصوصا الوطنية الذين يمرّرون من حين الى آخر أغنية أو اثنتين من جملة ما حواه رصيد نجوى الرياحي دون أن يبقى لها أثر في ذاكرة المستمع، المطربة نفسها لا يتذكرها الجمهور التونسي إلا إذا تم ذكر أغنيتها الناجحة جدا «عمري كله ليك». نجوى تعترف بذلك وتتألم بداخلها كيف أنها الى حد الساعة ومنذ ربع قرن تقريبا تاريخ ميلاد هذه الاغنية لم تظفر هذه الفنانة بأغنية مماثلة لها في القيمة والنجاح... رغم أنها كما قالت في أكثر من تصريح صحفي مفتخرة ومتحسرة في ذات الوقت أنها تعاملت مع كبار الشعراء والملحنين كالأبنودي وسلطان. وقد غاب عنها أنه يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر... فتونس ما شاء الله تزخر بالمبدعين ولنا شعراء أفذاذ وملحنون لهم من القيمة الشيء الكثير أمثال عادل بندقة والناصر صمود، والحركاتي وسمير العڤربي، وعبد الكريم صحابو... وآخرون بإمكانهم تقديم أفضل وأرقى الالحان من أسماء أصبحت محل تبجح من قبل فناناتنا المغتربات... نصيحتنا لنجوى الرياحي هي العودة الى الاصول... الى الديار التونسية وتبحث لها عن مكان في الساحة الفنية ومنها تنطلق في تجديد عهدها مع الوسط الفني التونسي وتفتش عن كلمات وألحان تونسية صرفة علها تعثر من بينها على أغنية حظ أخرى بعد «عمري كله ليك» فهي مطربة مثلما أشرنا تمتاز بصوت رائع وجميل وحرام أن تضيع نجوى الرياحي في متاهات الالحان المصرية (...) فعصر محمد سلطان انتهى منذ رحيل رفيقة دربه فائزة أحمد... فيا حبذا لو تعيد نجوى ترتيب أوراقها من جديد قبل أن يفوتها الركب خاصة أن الزمن لا ينتظرها طويلا!!