اقترح الدكتور وسام البكري التمييز بين العربية الفصحى والفصيحة.. أما الفصحة فهي ما نسميه عربية القرآن أو عربية عصر الاحتجاج والفصيحة هي اللغة التي تطبق قواعد الفصحى ونستخدمها في كتاباتنا ولكنها ليست حجة لغويا (بدأ هذا القيد ينكسر للأسف على يد أبحاث حوسبة اللغة العربية ونحن لا نفعل شيئا) وهذه نفسها درجات من حيث تطبيقها لقواعد الفصحى وبلاغتها وأساليبها وأنا شخصيا أعتقد أن الفصحى نفسها درجات وأن أول نقطة ضعف هي عندما اعتبرنا عصر الاحتجاج كلا لا يتجزأ ونظريتي الهشة تقول إن القرآن يتبع عربية قياسية اشتقاقية مطردة في بنيتها وألفاظها وهذه العربية القياسية تملك خصائص موجودة في جميع لهجات عصر التنزيل إلا أن أيا من هذه اللهجات بما فيها لهجة قريش ليست مطابقة للعربية القياسية التي قد تكون بعض خصائصها غير مستخدمة في اللهجات العربية بل في بقية أفراد الأسرة الجزيرية (السامية).. المعيار الرئيس الذي تتبعه عربية القرآن في رؤية هو الاطراد والابتعاد عن التواضع أو العادة الخلل الثاني الذي حجزنا عن العودة للعربية القياسية هو الميزان الصرفي الذي يقنن مبنى ألفاظ العربية بمعزل تام عن المعنى وهو كان إنجازا رائعا في حينه لكننا للأسف وقفنا عنده ولم نوسعه ليربط المبنى والمعنى معا ثم مع ضعف الثقافة والسليقة أصبح الميزان يحكم اللغة الفصيحة في عقولنا وكأنه قانون رياضي مستقل عن المعنى وبالتالي أصبحت اللغة خاوية تحتاج للجهد الذهني التواضعي لتحمل المعاني بينما كانت في عقل العربي سلسة مطردة في ترابط وتناغم وثيق بين المبنى والمعنى ولا يمكننا إعادة العربية للحياة حقيقة بدون جهد لتوسيع بنية الميزان الصرفي معنويا بحيث يختفي من مراجع اللغة تماما مصطلح سماعي مصدر الثلاثي سماعي؟ لأن الثلاثي أصلا سماعي فلدينا ست حالات للفعل الثلاثي بالقياس لحركة وسطه وعين مضارعه وهذه سماعية؟؟ لماذا لأن هذا التصنيف مرتبط بتصنيف المعنى ليصبح الميزان الصرفي بنيويا معنويا عندها سيصبح مطردا وسيصبح الاشتقاق سلسا كما كان زمن الشعر العربي.