لئن انقادت الشبيبة الى هزيمتها الثالثة منذ انطلاق سباق بطولة هذا الموسم الأحد الماضي أمام فريق مستقبل المرسى في ملعب الشتيوي، فإن الأداء الذي قدمه زملاء سلامة القصداوي كان في مجمله جيدا رغم بعض الأخطاء الفردية، وتفنّن خط الهجوم في إهدار بعض الفرص السهلة خاصة من أقدام الصدّيق جبنون وسلامة القصداوي. الاطار الفني الجديد بقيادة المدرب سفيان الحيدوسي غيّر الكثير في الشبيبة منذ قدومه ويؤدي واجبه على الوجه الأكمل من حيث إصراره على اعطاء الفرصة كاملة لجميع اللاعبين وإعدادهم جيدا فنيا وبدنيا ونفسيا رغم محاولة تمرد بعض العناصر الذين يعتقدون أنهم أكبر من الشبيبة وأسماءهم تكفي لترسيمهم في التشكيلة الأساسية، وكذلك رغم كل الظروف المحيطة بالفريق. كيف يكون التدارك...؟ رغم ما خلّفته العثرة الأخيرة من حسرة واستياء في صفوف أنصار وأحباء الأخضر والأبيض خاصة وأن الفريق واصل سلسلة انحناءاته للمرة الثالثة خلال 4 جولات فقط.. فإن ما يثلج الصدر حقا تصريحات المدرب سفيان الحيدوسي الذي أكد أن الشبيبة فرّطت في الانتصار بسبب بعض الأخطاء وبعض الاختيارات وكذلك العقم الهجومي الذي كان النقطة السلبية البارزة مما أضاع على «الجي آس كا» فرصة الخروج بنتيجة إيجابية.. الحيدوسي وضع اصبعه على الداء، وقام بتشخيص مكامن الخلل، واعتذر بكل لطف لجماهير الشبيبة ووعدهم بالتدارك في قادم الجولات، وهو ما سيجعلنا ننتظر مراجعة بالتفصيل لبعض الاختيارات الفنية والتكتيكية وكذلك البشرية بداية من الجولة القادمة التي ستستضيف فيها الشبيبة فريق النادي الرياضي لحمام الأنف. الكرة بين أقدام اللاعبين مسؤولو الشبيبة كانوا في الموعد خلال الحصة التدريبية لأول أمس كما أن بعض الأطراف المؤثرة كانت حاضرة حيث يجب الحضور لشحذ عزيمة اللاعبين والرفع من معنوياتهم بعد الهزيمة في المرسى.. وقد اجتمع الحيدوسي بلاعبيه قبل انطلاق الحصة التدريبية للوقوف على بعض الأخطاء التي سجلت حضورها في المباراة الأخيرة سواء منها الفنية أو الخاصة بالانضباط التكتيكي وكذلك مردود بعض اللاعبين الذين تبقى الكرة بين أقدامهم، وهم الذين استأسدوا أمام النادي الافريقي وتمكنوا من اقتلاع نقاط الفوز لكنهم عجزوا عن ذلك أمام المرسى وهو ما يقيم الدليل أن همّتهم اذا تعلقت بأمر أدركوه، وهذا لا يعني أنهم تخاذلوا أمام الڤناوية وأنهم لم يرغبوا في تحقيق الانتصار.. لكنهم مطالبون بالاستئساد أكثر في قادم الجولات وانطلاقا من الجولة القادمة أمام «الهمهاما» من أجل تنقية الأجواء والمصالحة مع جماهيرهم العريضة.