بحضور السيد أبوبكر الأخزوري وزير الشؤون الدينية ومفتي تونس الشيخ عثمان بطيخ ونخبة من أهل الفكر والثقافة ألقى الدكتور طيار آلتي قولاج، الرئيس السابق للشؤون الدينية بالجمهورية التركية، والذي تفرّغ منذ سنوات للبحث العلمي وتحقيق النص الديني أمس الاول بمدينة العلوم تونس محاضرة حول «سبل التوقّي من الصراع بين الأديان». وأشار أنه بالاستناد الى النص الديني من آيات قرآنية وأحاديث نبوية نتبيّن أهمية قيم الاسلام القائمة على الوسطية والاعتدال والتعايش السلمي دون إكراه والاعتراف بالآخر مثل قوله تعالى: {يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا} أو قوله: {ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة}. فالاختلاف والتعدد آية من آيات الله ولا يجوز إكراه غير المؤمنين على الايمان. وحث رسوله على تبليغ الرسالة والمجادلة مع أهل الكتاب بأسلوب وطريقة حسنة و«جادلهم بالتي هي أحسن»، أو {لا إكراه في الدّين}. وسمح الاسلام بتعايش المسلمين وأهل الكتاب مع بعض وإحسان معاملة من لا يقاتل المسلمين ومراعاة العدالة في التعامل معهم واستند الدكتور طيار آلتي قولاج الى تاريخ الدين الاسلامي ليؤكد على أن المسلمين رسموا ابتداء من عهد التبليغ رسالة وصورة جميلة في التعامل مع غير المسلمين مثل توقيع معاهدة تتكفل بتحقيق الحرية الدينية كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأكل مع بعض جيرانه من اليهود ويقوم لجنائزهم كلما مرّوا بها وسط المدينة احتراما لهم فالاسلام لا يحث أتباعه على الصراع مع أتباع الاديان الاخرى. ولتفادي الصراع يجب تكريس قيم التعايش السلمي والاعتراف بالآخر والصدق وحسن المعاملة والاحترام المتبادل والتجرّد من الخداع والحسابات الضيقة وتربية الاجيال الجديدة على مبادئ وقيم التسامح والسلام ومراعاة القيم الانسانية السمحة. وتجدر الاشارة الى أن محاضرة «سبل التوقي من الصراع بين الاديان» نظمتها وزارة الشؤون الدينية بالتعاون مع منظمة المؤتمر الاسلامي في إطار منتدى تونس للسلام الذي يعتبر منبرا فكريا وعلميا يعنى برصد ما يُبذل من جهود لتكريس قيم التسامح وترسيخ أسسها. كما يعتبر مرصدا للجهود المتبصّرة لتقديم صورة صحيحة للاسلام بما يتضمنه من مبادئ... الاعتدال والتسامح.