تونس 23 سبتمبر 2010 (وات) - في اطار نشاط /منتدى تونس للسلام/ الذى تشرف عليه وزارة الشؤون الدينية ومنظمة المؤتمر الاسلامي القى الدكتور طيار التي قولان الرئيس السابق للشؤون الدينية بالجمهورية التركية مساء الخميس بفضاء مدينة العلوم بالعاصمة محاضرة بعنوان /سبل التوقي من الصراع بين الاديان/. وبين المحاضر أن عبارة الصراع بين الاديان تستعمل اليوم في الكثير من الادبيات الفكرية والسياسية وفي الخطاب الاعلامي أيضا بهدف الاشارة الى الصراع بين الحضارات. وأوضح ان الاكاديمي وأستاذ العلاقات الدولية /صامويل هنتنجتون/ يعد من أبرز دعاة هذا الاتجاه الذى عبر عنه في كتابه المثير للجدل /صراع الحضارات واعادة صياغة النظام العالمي/. وذكر بأطروحة هذا المفكر الامريكي ومفادها أن صراعات ما بعد الحرب الباردة ستكون أكثر وأعنف وستنبني على أسس ثقافية وحضارية بدلا من الاسباب الايديولوجية التي طبعت فترة الحرب الباردة. واعتبر المحاضر أن المقصود ليس صراع الاديان وانما الصراع بين المنتسبين لهذه الاديان أى الصراعات الدائرة بين أتباع الديانات. ثم تساءل هل يشكل وجود أكثر من دين مبررا للصراع وهل أن الاختلاف والتباين يعد سببا كافيا لتغليب فرضية الصراع على خيار التعايش مثلما ذهب الى ذلك العديد من المبشرين بتنامي الصراع بين الثقافات والحضارات. وشدد الدكتور /طيار التي قولان/ على أن الاختلاف والتنوع يمثلان اية من أيات الله فالكون قائم على أساس التعدد ولذلك فان الاختلاف هو قدر الانسانية التي هي مطالبة بحسن ادارة هذا الاختلاف من أجل التأكيد على قيم الحوار والتبادل والتعايش بعيدا عن منطق الاقصاء والصراع والنزاع. وذكر في هذا الاطار بأن الدعوة الاسلامية مثلما وردت في القران الكريم وسنة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم لا تقوم على الاكراه والاجبار وانما على أساس الحكمة والموعظة الحسنة. وبين ان تلك المرجعية من شأنها أن تضيء الطريق حول المنهج الذى ينبغي اليوم اتباعه من قبل المسلمين ومن قبل كل أصحاب الديانات السماوية لتحقيق التعايش المنشود. وكان السيد بوبكر الاخزورى وزير الشؤون الدينية قد أكد في كلمة افتتاحية على المكانة التي يوليها الرئيس زين العابدين بن علي للحوار بين الديانات والحضارات موضحا ان منتدى تونس للسلام يعتبر مرصدا لتوحيد الجهود من أجل تكريس قيم الحوار والتسامح والتعايش بين الامم والشعوب وتحصين المجتمعات العربية الاسلامية من خطر الانزلاق وراء دعوات التطرف والاقصاء وذلك عبر تعميق قيم الاسلام القائمة على الوسطية والاعتدال. وحضر هذا اللقاء الفكرى الشيخ عثمان بطيخ مفتي الجمهورية وعدد من ممثلي البعثات الديبلوماسية المعتمدة بتونس اضافة الى نخبة من المثقفين والجامعيين والاعلاميين.