أنهى تحليل الحامض النووي (ADN) الجدل حول جثة منطقة سعيدة قرب المرناقية (غرب العاصمة) فقد أثبت أول أمس أنها لمراقب جودة اللحوم بالمندوبية الفلاحية التابعة للجهة والذي اختفى عن الأنظار منذ أواخر رمضان الماضي. وكانت «الشروق» تعرّضت في عدد سابق الى خبر العثور على جثة آدمية مشوهة نهاية الأسبوع المنقضي في أحد الأحياء الريفية ورجحت أن تكون للمراقب المختفي الذي خرج منذ يوم 28 من رمضان المنقضي ولم يعد الى منزله مما أثار شكوك أسرته التي بحثت عنه طيلة 17 يوما لتتعرّف عليه يوم الجمعة الفارط اعتمادا على ملابسه وبنيته الجسدية لكن المحققين احتاجوا الى الاستعانة باختبارات الحامض النووي للتأكد قطعيا من هذه الفرضية. «الشروق» زارت منزل الضحية بجهة بورقبة والتقت عائلته التي كانت متأثرة نفسيا بموت عائلها الوحيد. خبرة باللحوم كريم العرفاوي (27 سنة موظف)، هو الابن الأكبر للضحية يقول «يعمل أبي منذ أكثر من 20 سنة طبيبا بيطريا في المندوبية الفلاحية بالجهة وهو معروف بدماثة أخلاقه وطيبة معاشرته للآخرين وكان الى جانب ذلك صاحب خبرة مهنية طويلة في مجال مراقبة جودة اللحوم بما أهّله أن يكون مراقبا مستمرا لجودة المنتوجات الفلاحية». يواصل كريم «الى اليوم لم يصدق أحدنا ما حصل، هل هذا واقع أم أنه كابوس قد نستفيق منه على خُطى والدنا»؟ المدهش هو أنه لم يكن من أصحاب السهرات أو العلاقات الكثيرة فقد كان يعود في وقت محدّد ويتصل هاتفيا إن تأخر في العمل. يقول الابن «يوم 8 سبتمبر (ما يوافق 28 من شهر رمضان) علمنا من قبل أبناء عمّنا أن السيارة التي كان من المفترض أن يشتغل عليها والدنا موجودة في أحد أحياء المنطقة دون أن يكون بداخلها أحد وباستقصائنا للموضوع عند متساكني الحي (مكان إيجاد السيارة) أكد الجميع أنهم لم يروا أحدا. وقد قمنا بإعلام أعوان الحرس الوطني وأرجعنا السيارة الى المنزل وباستفسار السائق المرافق لوالدي قال بأن شخصين مجهولين تحدثا الى الضحية لبضع دقائق ثم عاد إليه وأمره بالذهاب على أن يلحق به بعد ذلك وأكد السائق أنه شاهد زميله وهو يصعد الى شاحنة المجهولين رفقتهما. جثة في الجبل 17 يوما قضتها العائلة في البحث عن الوالد المختفي، رحلة بحث وخوف وصفها أفراد العائلة بالموت النفسي والعصبي خصوصا وأنه لم تظهر أي مؤشرات قد تدلّ على وجوده بأحد نقاط الأمن أو المستشفيات.. ويواصل كريم سرد القصة «يوم الجمعة الفارط أعلمتنا الجهات الأمنية أن راعي أغنام بجبل غرب منطقة المرناقية تفطّن الى وجود جثة مشوّهة على مستوى الصدر والوجه» فأعلم أعوان الحرس الوطني الذين قاموا بنقل الضحية الى المستشفى للكشف عن هويته. الزوجة وبقية الأبناء كانوا أضعف من أن يتحمّلوا صدمة الفراق فانخرطوا في دوامة من الذهول والحزن أغشت أعينهم عن الحاضرين فانهالوا في البكاء والعويل!