إصدار منشور تفتيش في شأن شاب أصيل ولاية القيروان صفاقس - الاسبوعي : مازالت مدينة صفاقس تعيش على وقع الجريمة البشعة التي جدت بطريق المطار وذهب ضحيتها شيخ وزوجته في حين لحقت بابنهما إصابات بليغة بينما نجت الابنة بأعجوبة. «الاسبوعي» تحولت قبيل موكب دفن الزوجين إلى طريق العين حيث تقطن شقيقة الضحية ووسط حشود المعزّين التقينا بالسيدة فتحية التي كانت قبل حصول الجريمة بحوالي ربع ساعة تتسامر رفقة عبد الرحيم زوجها مع شقيقتها سامية وأفراد عائلتها والمرحوم «عم الهادي» المهندس المتقاعد والفتاة عبير والابن ربيع فحدثتنا: قائلة: «لقد قضينا السهرة نتجاذب أطراف الحديث في مواضيع عديدة خاصة وأن عبير البالغة من العمر حوالي 22 سنة ابنة أختي سامية كانت تستعد للاحتفال بمراسم زواجها خلال الأيام المقبلة إثرها بارحنا المكان والتحقت بنا المرحومة «للفيراندا» وكلفتني باقتناء طحين «السميد» لطبخ «بازين النشاء» وهي أكلة تقليدية دأبت عليها العائلات الصفاقسية خلال عيد الاضحى.. هذا وقد لمحنا أثناء خروجنا ثلاثة شبان كانوا متواجدين قرب المنزل وببلوغنا منطقة حي البحري تلقينا الخبر المشؤوم». مأساة بعد الحديث مع أخت الضحية دنونا من الابنة عبير التي كانت شاهدة على أطوار الجريمة حيث كانت في حالة غير طبيعية متأثرة للغاية رغم هدوئها ورصانتها فكانت تذرف الدموع.. دموع الرحمة على والديها فتحدثت إلينا قائلة: «إنها مأساة... كارثة... هو شريط سينمائي مرعب مازالت أحداثه أمام عيني لقد كنا عائلة ننعم بسعادة لا مثيل لها... عائلة متآزرة متماسكة لم تفارق البسمة محيانا ليلتها ضحكنا طويلا وتناولنا الفواكه الجافة التي اقتناها أبي إثر صلاة المغرب» رعب وعن بداية الحادث ذكرت بأنهم سمعوا قرعا على الباب وبدون أن يتأكد ربيع من الطارق فتح الباب ليجد نفسه وجها لوجه أمام ملثمين يحملون معهم «حبالا» فآلتحق بهم والدي لاحقا وكان يظنّ بأن نيتهم السرقة لذلك ناولهم مبلغا ماليا وقال لهم حرفيا «موش لازم تقرطوني وإلا تضروا عائلتي هذه الفلوس اللي عندي» حينها كشروا عن أنيابهم وأبلغوه حرفيا بأنهم يريدون الاعتداء عليّ أنا ووالدتي أمام عينيه... وأمام شعوره بالخطر حاول أبي أن يدافع علينا فلم يرحموه بل أنهالوا عليه طعنا بالسكاكين ورغم ذلك فقد أخفانا خلفه حتى لا يصيبنا مكروه لحظتها حاولت والدتي الدفاع عن أبي فأنهالوا عليها بالطعنات ورغم ذلك فقد مكنتني من هاتفها الجوال وطلبت مني الفرار أنا وشقيقي... ساعتها منحني الله قوة لأرفع ابريق الماء وأسكب محتواه على وجه أحدهم الذي اقترب مني شاهرا في وجهي سكينه ثم تمكنت من الفرار لاستنجد بجيراننا الذين طلبت منهم موسى لتخويف الجناة لكنهم رفضوا التدخل فعدت للمنزل لألقي نظرة أخيرة على والدي حيث اكتشفت أنه مغمى عليه والمجرمون حول والدتي بصدد طعنها فهربت مجددا ولكن أحدهم التحق بي فسلكت مسلكا فلاحيا لاختفي وسط الاشجار في حين اختفى شقيقي في «حفرة» الى أن وصلت الى الضيعة الفلاحية المجاورة وطلبت من شخص أن يوصلنا إلى الطريق الرئيسية ثم طرقت باب أحد الجيران للاستنجاد بهم وترجيتهم أن لا يفعلوا معي كما فعل الجناة... فالكل أمامي صار يبعث فيّ الخوف وفي نهاية المطاف بلغت الطريق وحاولت إيقاف عديد السيارات إذ كنت كالتائهة والمجنونة لذلك لم يشأ أحد أن يرأف بحالي ومن حسن حظي أن سائق سيارة أجرة «طلع ولد حلال» وأركبني فسردت عليه القصة واقترح عليّ أن يوصلني الى مركز الحرس لكني رفضت ذلك لأني كنت في حالة فزع وهلع ورعب وأصرّيت على أن يأخذني لمنزل شقيقتي المتزوجة درة». وأضافت الأبنة: «لقد توفيت والدتي التي كانت تحب والدي حبا جنونيا فكانا دائما يطلبان من الله أن يفارقا الحياة سويا» ثم أجهشت عبير بالبكاء وهنا قاطعنا أحد أقرباءها «سيف» الذي تلقى مكالمة هاتفية من السلط الأمنية وطلبوا من عبير أن تتحول لمقر المركز بعد أن تم إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص اشتبه في أمرهم قصد التعرف عليهم. منشور تفتيش آمنيا علمنا ان اعوان فرقة الابحاث والتفتيش للحرس الوطني بصفاقس اصدروا منشور تفتيش في شأن شاب في الخامسة والعشرين من عمره اصيل منطقة الشراردة ولاية القيروان يشتبه بأقترافه الجريمة رفقة شخصين آخرين، بعد ان كان الاعوان اوقفوا شقيقيه اثر كمين ليتبين انهما محل تفتيش في قضايا أخرى وأكيد ان التحريات الجارية على قدم وساق ستكشف النقاب عن ملابسات هذه الجريمة البشعة.