يحتفظ المدرب الفرنسي للمنتخب الوطني بارتران مارشان بذكريات جميلة من مواجهته أمام الأهلي حيث ساهم في الانجاز التاريخي للنجم عندما تفوق على الفريق المصري في ملعب القاهرة بالذات بثلاثة أهداف مقابل هدف وفاز عندها الفريق بدوري أبطال افريقيا للمرة الأولى في تاريخه وللمرة الأولى بالنسبة للفرق التونسية. قد يكون مارشان أفضل من يحدثنا عن مباراة الأهلي والترجي القادمة. فالفريق المصري لم يتغير كثيرا مقارنة بسنة 2007 عندما قابل النجم ومارشان. «الشروق» حاورت المدرب الفرنسي في بعض الجوانب التكتيكية لهذه المباراة المرتقبة. لو نعود بالتاريخ للوراء قليلا، كيف أمكن لكم وقتها الفوز على الأهلي: وقتها كنا نعرف الأهلي جيدا، لأننا تابعنا مباراته أمام النادي الصفاقسي قبل سنة وبالتحديد في 2006 وعندها استثمرنا تعادل الذهاب بصفر من الجانبين ووضعنا خطة في لقاء الاياب تعتمد أسلوب الضغط على المنافس والتحرك في شكل مجموعة (bloc) وركزنا خط دفاع صلب ثم خط وسط قوي بوجود ناري وأوغومبيي وتراوي ثم عوّلنا على سرعة الشرميطي ولعبنا الكرات الطويلة في ظهر المنافس. الأكيد أن الأهلي في 2010، تغير عن الأهلي في 2007 ماهي نقاط قوة الفريق المصري حاليا؟ أولا هو فريق يتمتع بخبرة كبيرة ونلاحظ أنه يحافظ على نواة الفريق المتكونة من محمد بركات وأبوتريكة ووائل جمعة وغيرهم مع اضافة عناصر شابة للمجموعة، بالتالي فالتجانس موجود في هذا الفريق الذي يعتبر امتدادا للمنتخب المصري القوي وبطل افريقيا. الأهلي ظل وفيا لخطة 3 5 2 لولا أن تغيير المدرب جوزي مانويل بمساعده حسام البدري قد دفع نحو تغيير تكتيك الفريق في بعض المقابلات هذا الموسم الىخطة 4 4 2، لكن الفريق حافظ على صلابته. هو فريق صعب المراس على أرضه، يتعامل بهدوء وذكاء كبير مع مبارياته فيتميز بالصبر ويستطيع التسجيل في أية لحظة وهذه نقطة على الترجي الانتباه لها، فلا يجب أن يطمئن لأسلوب التنويم الذي يعتمده الأهلي عندما يلعب الكرة بالعرض طوال المباراة حتى يتحصل على الفرصة السانحة للمباغتة. وماهي أبرز نقاط الخلل في تشكيلة الأهلي؟ الملاحظة الأولى تتعلق بالأجواء العامة غير الملائمة وهذه نقطة مهمة. ثم لا ننسى بعض الأمور الفنية التي تتعلق أولا بالثقل الدفاعي الواضح، فالفريق يفتقد للعمق الدفاعي لضمان التغطية في حالة الهجومات المعاكسة المباغتة. ثانيا: هجوم الأهلي يعاني كثيرا في غياب عماد متعب الهداف رقم واحد للفريق. ثالثا: صحيح يمتلك الأهلي خط وسط ميدان قوي، لكن هناك ثغرات تتمثل في اللعب كثيرا بالعرض، ثم إن لاعبي الوسط لا يضغطون بكل ثقلهم على المنافس بل يتركون لهم مساحات، وذلك بعض الوقت للتفكير وهذه نقطة يجب على الترجي استغلالها في بناء الهجمات.. خط الوسط كذلك يعاني من مشكلة في الحصول على الكرة الثانية العائدة من المنافس فهو عادة ما يخسرها وعندما يقوم ببناء الهجمة فهو يستغرق وقتا طويلا مما يعطي وقتا كافيا لدفاع الخصم للتمركز فهو يستطيع الحفاظ على الكرة طويلا لكن يفتقد لعنصري السرعة والمباغتة اللذين يصنعان الفرق. كيف يمكن للترجي أن يستغل نقاط الضعف، ويتجنب نقاط القوة، ليتغلب علىمنافسه؟ أهم شيء بالنسبة للترجي الآن هي الثقة العالية في النفس والترجي حاليا أفضل من الأهلي وهذا عامل يجب استغلاله بالشكل الجيد وتوظيفه، لكن دون غرور ودون سقوط في الاستسهال، فممثل الكرة التونسية فريق قوي ويملك كل مقومات النجاح في هذه المرحلة بالنسبة لي سأحاول تلخيص بعض النصائح التكتيكية في نقاط معينة: الحذر في الدفاع مطلوب وعدم التغافل حتى الصافرة الأخيرة. فالمنافس يتمتع بصبر ونفس طويلين وقادر على التسجيل في أية لحظة وهنا نتحدث عن تنظيم دفاعي، يعمل أولا على تغطية الأجنحة وهي نقطة قوة الأهلي ثم ضمان العمق الدفاعي لأن التوجه الثاني لزملاء أبوتريكة عند العجز في خلق التفوق العددي على الأطراف يتمثل في لعب الكرات القصيرة ومحاولة المرور في العمق. على الترجي الاعتماد على تقارب الخطوط بين الدفاع والوسط والهجوم لتقليص المساحات حتى لا يترك للمنافس الوقت اللازم لبناء الهجومات المركزة وهنا أسلوب الضغط يجب أن لا يكون مطلقا وطيلة فترات المباراة، بل يجب أن يكون على مراحل فالهدف هو شل حركة خط وسط المنافس ونقطة قوته ثم القيام بالهجوم السريع الخاطف. مهمة صعبة تنتظر الدراجي وأفول والقربي وتراوي فعليهم استغلال حيوتهم ونشاطهم للانقضاض بسرعة على الكرة الثانية وحرمان الأهلي منها فخط وسط الترجي أكثر تجانسا وحيوية ونشاطا. افتكاك الكرة يبدأ في مناطق الأهلي ثم التحوّل بأكثر سرعة ممكنة للحالة الهجومية عن طريق التمرير في العمق في اتجاه مايكل وهنا نعوّل كثيرا على الجاهزية الذهنية والفنية للدراجي، فدفاع الأهلي عادة ما يرتبك من الكرات الأرضية في العمق التي تلعب في ظهر وائل جمعة أو أحمد السيد أو شريف عبد الفضيل. المجازفة الهجومية غير مطلوبة من الترجي لأنه من الصعب لعب الهجوم المطلق أمام فريق مثل الأهلي على أرضية ميدانه لأنه مختص في امتصاص ضغط المنافسين. الاعتماد يجب أن يكون على الهجوم المباغت والسريع، لأن الهجوم المركز لا يقلق الأهلي كثيرا الذي عادة ما يتمركز جيدا في مواقعه الخلفية.