يسلك بعض التونسيين أساليب ملتوية لقضاء حاجياتهم وتستيقظ فيهم لحظات شيطانية للتحيّل والسرقة وغالبا ما يكون التجار هم الضحية. التحيّل ثقافة نهل منها البعض واختص فيها آخرون وما يثير الحيرة أن البعض يتفنّن في التحيل من أجل بعض الأمور التافهة. وتروي احدى العاملات في أكبر الفضاءات التجارية نها كشفت 3 شبّان دخلوا هذا الفضاء وقصدوا الركن المخصص لبيع أصناف الحلويات فعمدوا إلى فتح «علبة» بسكويت دون أن يحركاها من مكانها وكانوا يتجولون ارة في رحاب الفضاء وتارة أخرى يعودون إلى تلك العلبة. ويتحدث نادر (تاجر ملابس جاهزة) مؤكدا ان محاولات السرقة (سرقة الملابس) تكثر في فترات معينة في أواخر شهر رمضان مثلا أو في فترات الصولد يقول: «أغرب ما تعرضت له من محاولات تحيل، امرأة كانت تحمل ابنها الصغير وقد لاحظت أنها وضعت بعض ملابس المحل في حقيبة ابنها الصغير وفي الحقيقة لم أغتظ من السرقة بل تألمت لهذا الطفل الذي تشركه أمه في السرقة وتعلّمه التحيل. في يوم آخر دخل 3 شبان للمحلّ أحدهم حاول إلهائي بالحديث فيما أخفى الآخران بعض الملابس ووضعاها تحت ملابس فضفاضة كانا يترديانها. **بلبلة وتركيز ويوضح أحد التجار الآخرين السيد محمد أن بعض الحرفاء المغرمين بالسرقة والتحيل يختارون اللحظات المناسبة للانقضاض على فريستهم فهم غالبا ما يأتون أوقات امتلاء المحل بالزبائن لكننا دائما متفطنون لألاعيبهم و»ما يحزّ في النفس أن المتحيلين بعضهم من النسوة اللاتي يأتين جماعات وفي بعض الأحيان محملين بأطفالهم لادخال نوع من البلبلة بالمحل ولافقاد التاجر تركيزه». تاجر آخر مختص في بيع الحقائب ومختلف منتوجات الجلد يؤكد أن التحيل ثقافة بأكملها اختص فيها بعض الحرفاء يقول: «أساليب ملتوية تأتيها بعض النسوة خاصة للظفر بحاجياتهن. ففي الأيام الفارطة دخلت امرأة للمحل وبعد أن اختارت البضاعة التي تحتاجها والتي قدرت ب400د أخرجت دفترا وادعت أنه دفتر صكوك زوجها وأخرجت بطاقة التعريف (بطاقة تعريف هذا الرجل الذي ادعت أنه زوجها) وكتبت المبلغ وأعطت معه البطاقة ولكن بعد فترة تبين أن دفتر الصكوك وبطاقة التعريف كانت قد سرقت منذ مدة».. ويمضي البشير متحدثا عن أصناف التحيلات إذ يؤكد ان بعض الحرفاء من يأتي ليقول لك أنا ابن فلان الفلاني أخ ذلك اللاعب المشهور أو أب لذلك الممثل المعروف ويطلب بضاعة معينة مع الوعد بدفع ثمنها في أوقات لاحقة. وفي هذا الشأن تروي إحدى بائعات الملابس والهدايا بفضاء تجاري وسط العاصمة كيف جاءها شاب وقدم نفسه على أنه لاعب كبير جاء لاختيار هدية لابنه الذي تركه صحبة أمه بالسيارة قبالة الفضاء التجاري، وبعد أن قلّب البضاعة أخذ هدية ثمينة وطلب منها بكل لطف أنه يحملها إلى زوجته التي في السيارة حتى تعطي رأيها قبل دفع المبلغ وأمام هذا الموقف المحرج سمحت له هذه البائعة لكنه للأسف أخذ الهدية ولم يعد. **شحن أصحاب محلات الهواتف العمومية (تاكسيفون) لم يسلموا بدورهم من أساليب شتى للتحيل: يحكي عمر بكل سخط قائلا: «التونسي متحيل يجيد التحيل إذ يستعمل أبسط الأشياء مثل قطعة غيار ولاّعة الكترونيك للتخفيض في سعر المكالمة وقد يحاول في موضع آخر التحيل عليك بطرق أخرى كأن يجلب بطاقة شحن كان قد استعملها ويدعي أنه لم يستطع شحن رقم البطاقة مطالبا بضرورة استرجاع ثمنها». أما تجار المواد الغذائية وبائعو الخضر والغلال فإنهم يتذمرون من بعض الحرفاء يقول احد هؤلاء: «بعض الحرفاء يعمد إلى مدّ دينار لشراء أمر ما ولحظة ارجاع باقي الدينار يصرّ على أنه أعطاك خمس دينارات». صحيح ان بعض التونسيين ينقلبون إلى متحيلين في بعض الأحيان وتتفجر فيهم أفكار شيطانية لامتلاك أشياء بطرق غير مشروعة لكن بعض التجار يتحولون بدورهم في كثير من الأحيان إلى متحيلين هم بدورهم فعلى من نلقي اللوم؟