تحتفل المجموعة الدولية يوم 4 أكتوبر من كل سنة بيوم المربي، والقراءة المباشرة لأي احتفالية تقول إن الأمر يتعلق بيوم تحسيسي بقيمة المربي في المجتمع الإنساني وأدواره التربوية الكونية وهو ما ينسجم تماما مع ما أدركه المربي من طبيعة مهامه وأدواره التربوية والتعليمية من لدن المعلم الأول أرسطو طاليس الذي ترك للبشرية قواعد في فن التربية والتعليم ما يظنه البعض اليوم نتاجا لفلسفات تربوية متأخرة الظهور... ومما وضعه من مقولات هي حكم أكثر منها أقوال: الأدب «يغني عن النسب»، وقال في التشنيع بالجهل: «الجهل شر الأصحاب»، وقال في الترغيب في العلم والتحذير من نقيضه: «من لم ينفعه العلم لم يأمن ضرر الجهل».. بمثل هذه القناعات التربوية والعلمية ربي أرسطو طاليس تلاميذه وتلاميذ كل العصور... ولم يضنّ المجتمع الإنساني عبر العصور عن المربي بالإشادة بأدواره التربوية والتعليمية والحضارية الشاملة حتى قال أمير شعرائها المعاصرين أحمد شوقي قصيدته الشهيرة «قم للمعلّم» والممهورة بالبيت الشهير: قم للمعلّم وفهِ التبجيلا كاد المعلّم أن يكون رسولا من حق المربي أن تحتفل المجموعة الدولية بيومه العالمي وأن تتحسّس أدواره في صناعة العقول وتعديل السلوك ولكن وبالتوازي وبنفس المنطق أليس من المهم جدا أن يطرح السؤال في أي مناسبة حول حجم وعي الشعوب اليوم بهذا الدور في صناعة التاريخ بلحظاته الثلاث، ومقدار تعاونها مع المربي والمؤسسة التربوية عموما في إنجاز فعل التربية والتعليم كما يقتضيه الواقع وحاجياته وتمليه الضمائر وتتضمنه تعاليم مهمته الرسالية؟ والسؤال الأهم والأكثر إلحاحا: هل لا يزال المربي اليوم وتحت وطأة ضغط الواقع ومادياته وتغيّر أنساقه التربوية والاجتماعية والتحولات العميقة في بناه الفكرية، الاستعداد الكافي والدافعية اللازمة بل وبكل جرأة ووضوح الأهلية المفترضة لتمثل أدواره التربوية وإنجاز مهامه التعليمية وفق الانتظارات؟ سؤالان يدوران يوميا على لسان مجتمع المربين ومجتمع المربين بفتح الراء من المهم جدا التعاطي معهما كل من موقعه في المجتمعين. رضا بن رجب (عضو مكلّف بالإعلام بجمعية منتدى المربين المكتب الجهوي بأريانة)