يشارك المجتمع التونسي سائر بلدان العالم الاحتفال باليوم العالمي للمربي لكن هل مازال المعلم يحظى بالاحترام والتبجيل ويحتل تلك المكانة التي تضاهي مراتب الانبياء والرسل؟ وأي صورة يرسمها الاولياء والتلاميذ عن المعلم؟ وهل صحيح أنه أصبح مجرد موظف يتقاضى راتبا شهريا؟ هذه الاسئلة حملتها «الشروق» للشارع التونسي (أولياء وتلاميذ) وأغلب الاجابات تتفق وتجمع على قيمة المكانة التي يحتلها المعلم فالتلميذ مروان مشموم قال: «المعلم فضائله كبيرة ومزاياه كثيرة فهو من علمني وأنقذني من الجهل وفتح أمامي أبواب المعرفة وهو صاحب رسالة نبيلة». التلميذ تسنيم النويوي يؤكد بدوره على حجم احترامه للمربي فهو في نظره: «يرسم لي طريق المعرفة والصواب وهو بمثابة الاب داخل القسم وأحرص على احترامه واستشارته والاخذ برأيه وفي بعض الاحيان عندما يغضب أشعر بالخوف وأحرص على سماع نصائحه والاستفادة منها». أما التلميذ محمد علي فقد كشف «المعلم قدوتي في الحياة أعترف بجميله وابتسامته وطريقة تدريسه واشاراته داخل القسم تلازمني وأحتفظ بها في ذاكرتي». بدوره يشير التلميذ سليم البحري: «لا سلطة تعلو فوق سلطة المعلم وصورته ناصعة لأنه أول من تعاملت معه في المدرسة واحتضنني وتعامل معي بلطف ليحببني في العلم والمعرفة». واذا كان التلاميذ يقرون بقيمة المعلم ودوره فما هو رأي الاولياء وأهل الاختصاص؟ حسرة يظهر الكثير من الاولياء التحسر على معلمي أيام زمان فالسيد محمود تليلي عادت به الذاكرة الى الستينات ليؤكد: «كان المعلم يمثل سلطة وهو الاب والاخ والمربي يحثنا على التشبث بالقيم والاخلاق كان المعلمون يحرصون على تمكين التلاميذ في المراحل النهائية من دروس خصوصية دون مقابل ويتنافسون في ما بينهم حول عدد التلاميذ الناجحين. أما اليوم فإن المعلم تخلى عن أدواره وأصبح موظفا يتقاضى راتبا شهريا. أما السيد نجيب بن يحي فقد أشار: «تقلصت صلوحيات المعلم وأصبحت محدودة وهو مقيد ببرامج معينة ومناهج مضبوطة كما أنه لم يعد يسمح لنفسه بالتدخل في شؤون التلميذ خارج القسم وسلطته تراجعت». المعلم والمعرفة يكشف السيد حافظ محفوظ متفقد تعليم ابتدائي أن صورة المعلم تغيرت ولم تعد مثلما كانت في السابق. ويقول: «تغيرت الصورة بتغير المنظومات الاجتماعية والاقتصادية ففي السنوات السابقة كان المعلم هو المصدر الوحيد للمعرفة والعلم ويحظى باحترام كبير من طرف المحيط المدرسي والاسرة وكان حريصا على الامتثال لهذه المكانة التي يخصه بها ذلك المجتمع. أكثر من ذلك كان يأخذ على عاتقه حل الخلافات التي تحصل من حين الى آخر وهو المربي الاول والكاتب العمومي والامام، ويضيف: «صورة اليوم أكثر ضبابية فلم يعد المربي يحظى بنفس قيمة الاحترام مثلما كان في السابق ولم يعد أيضا هو المصدر الوحيد للمعرفة وحتى الراتب الشهري الذي يتقاضاه لم يعد يفي بأغراض الحياة ومتطلباتها». ويشير الى أنه رغم التحولات وتطور وسائل التكنولوجيا الحديثة بقي المعلم خاصة في الارياف يحظى بالتبجيل والاحترام والتقدير. رضا بركة منشور يمنع المعلمين من الحديث لوسائل الإعلام ! تونس (الشروق) : انتقلت «الشروق» صباح أمس الى أكثر من مدرسة واتصلت بأكثر من مدير لأخذ انطباعات بعض المعلمين ولكن في كل مرة نصطدم بردود رافضة لم نجد لها اي تفسيرات. فرفض المعلمين للحديث لوسائل الاعلام كان بسبب منشور وزاري أصدرته الهياكل المسؤولة وبعثت به الى المدارس. ومثل هذا الاجراء يزيد من فرض القيود على الصحفيين وحقهم في أخذ المعلومة. ونحن نأمل ان تراجع الهياكل المسؤولة التي أصدرت المنشور قراراتها وتعمل على فتح الأبواب لمختلف وسائل الاعلام ليمارسوا عملهم دون منع وليعملوا على تسهيل عملهم الصحفي. ونسأل هل هذا المنشور هو هدية تقدّمها الوزارة للمعلّمين؟ رضا الشبيبة المدرسية تحتفل باليوم العالمي للمربّي بمناسبة اليوم العالمي للمربّي الموافق للخامس من أكتوبر تخصص الشبيبة المدرسية جملة من الأنشطة والبرامج احتفالا بهذا اليوم وتعبيرا عن التقدير الذي يحظى به دور المربي الحيوي في عمليات اعادة البناء الاجتماعي والاقتصادي والفكري وتتضمّن هذه الانظمة تظاهرات وبرامج تحسيسية حول أهمية دور المربّي في التنشئة السليمة للناشئة والتعبير عن العرفان والإكبار لما يقوم به من نضالات من أجل مستقبل شباب واع ومسؤول. وتتواصل هذه التظاهرات من 5 الى 12 أكتوبر الجاري بمختلف الجهات وتتضمن بالخصوص لقاءات حوارية تجمع بين المربين والتلاميذ لتثمين الدور التربوي والاجتماعي للمربي ومسابقات ابداعية في الكتابة والرسم والأعمال الرقمية يعبّر خلالها التلاميذ عن تقديرهم وعرفانهم للمربين.