نجح أعوان شرطة ساقية الزيت بصفاقس في إماطة اللثام عن عصابتين منفصلتين الأولى اختصت في سرقة الذهب والثانية في السطو على المواشي.. الغريب في الأمر أن العصابتين ركّزتا على منازل الأثرياء فقط وهو ما يفسر قيمة مسروق المجوهرات الذي فاق ال50 مليونا والخرفان الكبيرة التي يتجاوز سعر الكبش الواحد منها ال500 دينار. العصابتان لا رابط بينهما لا من بعيد ولا من قريب، والجامع الوحيد بين الشبكتين هو تزامن عمليات السطو التي اتجهت الأولى منها الى الذهب دون سواه واتجهت الثانية الى الخرفان، ولئن فضل أفراد عصابة الذهب بيع المسروق في مدينة جربة، فإن عصابة الخرفان خيّرت التفريط في غنائمها في مدينة القيروان. وتشير مصادر «الشروق» الى أنه في اليومين الأخيرين، تعدّدت بعض القضايا التي يؤكد أصحابها أنهم تعرّضوا الى عمليات سرقة، وقد تنوعت الشكاوى وانقسمت الى موضوعين مختلفين، الموضوع الأول هو الخرفان التي يؤكد أصحابها وهم من الأثرياء في مجملهم أن المسروق هو من نوع البركوس المعد لعيد الاضحى، أما الموضوع الثاني فهو الحلي والمجوهرات. وعلى ضوء هذه الشكاوى انطلقت التحريات، وفي وقت قياسي للغاية أمكن لأعوان شرطة ساقية الزيت بصفاقس وبفضل خبرتهم في حصر الشبهة في مجموعة من الشبان أغلبهم من ذوي السوابق العدلية بل ان بعضهم غادر السجن منذ شهر ونصف فقط بعد عقوبة مدنية أداها من أجل السرقة والسطو. وبتحريات دقيقة، جمع المحققون من المعلومات ما يكفي لاتهام بعض الشبان وبدعوتهم للتحري معهم، جنح البعض الى الإنكار، في حين اعترف البعض إما بسرقة المواشي أو بسرقة الذهب لتنكشف كل عمليات السطو التي استهدفت الحلي والمواشي بمنطقة ساقية الزيت والمناطق القريبة منها بصفاقس. وقد كشفت الأبحاث أن عصابة المجوهرات والحلي تضم 5 أنفار أغلبهم من ذوي السوابق العدلية وقد نفذوا كل عملياتهم بشكل متشابه حيث يعمد اللصوص الى سرقة المنازل في وضح النهار بعد التأكد من خلو الفيلات من أصحابها، في حين يعمد لصوص الخرفان الى السطو على «علوش العيد» ليلا. وكانت عصابة الذهب تفرط في المسروق في مدينة جربة، وقد أمكن القبض على «الشاري» باعتباره شريكا، في حين كانت عصابة الخرفان تفرّط في «الأكباش» في القيروان وقد تسنّى كذلك إيقاف الشريك. آخر المعلومات تؤكد أن كل المتهمين وعددهم 9 خمسة منهم تورّطوا في سرقة الذهب و4 في سرقة الخرفان على ذمة التحقيقات في انتظار إحالتهم على العدالة لتنظر في شأنهم..