اعتذر النجم العالمى عمر الشريف وبشكل نهائي عن تجسيد شخصية أسد الصحراء المناضل الليبي عمر المختار، وكان قرار الشريف جاء على نحو مفاجئ لا سيما أنه سبق أن أكد أنه ليس لديه أي مشاكل فيما يخص جهات الإنتاج التي وصفها ب«السخية جدا»، أو السيناريو الذي اعتبره أكثر من رائع وفي منتهى الجودة. غير أن أسبابا شخصية حرمته من تقديم الشخصية التي حلم بتجسيدها بعد أن أبعده عنها الفنان العالمي أنطوني كوين وفي بادئ الأمر لم يخش مقارنة العمل الدرامي الجديد بالفيلم الذي أنتج قبل سنوات وأخرجه الراحل مصطفي العقاد «أسد الصحراء» سنة 1981م. فسيرة عمر المختار غنية بالأحداث والوقائع كما أن النص الجيد جواز مرور لقلوب الناس من المحيط إلى الخليج ومن بين الأسباب التي منعت الشريف قوله بأنه اعتاد حفظ النص كاملا قبل أن يبدأ التصوير، ومع هذا المسلسل واجه عقبتين الأمر الأول أن النص بالكامل باللغة العربية الفصحى وليس بالعامية المصرية، وهو ما كان صعبا على الشريف حفظه كاملا خاصة مع تقدمه في العمر والأمر الثاني أن السيناريو لم يكتب منه سوى حلقتين فقط، وهو ما يرفضه الشريف طوال حياته، حيث يحرص على قراءة النص كاملا قبل أن يبدأ تصويره، وذلك خشية أن يجد في الحلقات الأخيرة ما يصعب عليه تنفيذه، وفي حالة حدوث ذلك سيكون في موقف يحسد عليه، ووضع جهات الإنتاج في مأزق. اعتذار عمر الشريف كان بمثابة الصاعقة على الجانب الليبي الذي اشترط دعمه للمسلسل بموافقة الشريف على تجسيد الشخصية. ولأنه كان متحمسا ظل قابعا على السيناريو والقصة وفي جلسات «ترابيزة» مستمرة طوال الأيام الماضية تحديدا عقب عودته من مهرجان الإسكندرية السينمائي، تدرب خلالها على اللهجة وعلى كل شىء، ولكن النهاية جاءت بالسلب، وأيقن أنه لن يستطيع تقديم هذا المسلسل لظروفه الصحية ومرحلته العمرية، حيث سيمثل المسلسل إجهادا كبيرا عليه، ربما لا يتحمله. ورغم أن اعتذار الشريف عن عدم تجسيد الشخصية مثل صدمة لجهات الإنتاج سواء كانت المصرية أو الليبية، وربما امتدت هذه الصدمة إلى الجمهور الذي يرى أن عمر الشريف هو الأنسب لتجسيد هذه الشخصية، فإن هذا الاعتذار فتح بوابة أمل لكثير من النجوم الذين يحلمون بتجسيد شخصية شيخ الشهداء والمناضل الليبى عمر المختار الذي قاوم الغزو الإيطالي للجماهيرية الليبية 20 عاما منذ دخوله ليبيا، وحتى أصدر الإيطاليون حكما بإعدامه شنقا عام 1931 أمام الشعب ومريديه وهو مكبل الأيدي. وعلى الجانب الآخر، نفي معتز غراب المنتج المصرى المتصدر لإنتاج المسلسل بمشاركة قناة الحياة أن يكون إنتاج المسلسل مرتبطا بالدعم الليبي أو السعودي كما تردد، مشيرا إلى أن ليبيا إذا لم تتحمس للعمل سيتم تنفيذه بإنتاج مصري خالص 100%. غراب أكد أن السيناريو انتهى بالكامل ولكن تتم مراجعته هذه الأيام من قبل جهات ليبية، حتى يتجنب أن يضم النص أخطاء فيما يخص تاريخ هذا الرجل العظيم أو الأشخاص المتعلقين به. وأشار إلى أن ليبيا لها الأولوية بمراجعة النص لأنه شخصية ليبية، بعيدا عن أنه يخص العرب جميعا. وأكد غراب أن بطل المسلسل سيكون مصريا ولا ينتمي لجنسية أخرى، والتفكير في نجم من العيار الثقيل، حتى تتحمس الفضائيات لشراء حق عرضه. فالمسلسل معروض على أكثر من نجم مصري، مثل محمود عبد العزيز ونور الشريف ومحمود حميدة فإن دخول اسمين منهما في تحضيرات مؤكدة لرمضان المقبل ستقلل من فرص فوزهما بالمسلسل، حيث يستعد نور الشريف لبطولة مسلسل «بين شوطين» كما يستعد النجم الكبير محمود عبد العزيز للعودة إلى الشاشة الصغيرة من خلال مسلسل «الملك» تأليف فتحي الجندي وإخراج أحمد شفيق. أما فيما يخص محمود حميدة فيقلل من فرصه أيضا تأكيده الدائم أنه لا يحب العمل في الدراما التليفزيونية. ويبقى اسم واحد مطروح وهو الفنان السورى جمال سليمان، ولكن مع تأكيد جهات الإنتاج على أن بطل العمل يجب أن يكون مصريا، خرج أيضا من المنافسة على الفوز ببطولة تجسيد شخصية المناضل الليبي عمر المختار.