يعتبر المناخ والتربة من أهم العوائق التي وقفت طويلا حائلا أمام التطور الفلاحي بجهة القصرين وقد جابهت الدولة هذه العوائق بالاهتمام بالتحدي الثالث ألا وهو الموارد المائية، وقد سخرت لأجل ذلك ميزانيات ضخمة جدا أدت غالبا إلى تنشيط القطاع ويبقى المطلوب هو ترشيد استهلاك هذه الموارد. والمناخ بالجهة هو مناخ شبه قاري يتميز بضعف كميات الأمطار التي لا تفوق سنويا 400 مم في أحسن الأحوال، كما تتميز الجهة بصيف حار وجاف وشتاء بارد ورطب وهو ما يتلاءم مع العديد من الغراسات كما تتميز التربة في ما يفوق نصف الأرض بالجهة بأنها إما طينية أو كلسية أو رملية مع خصوبة متوسطة في الغالب. وقد اعتمدت الدولة لمجابهة هذه العوائق المناخية والترابية على سياسة في غاية الوضوح ألا وهي تطوير الموارد المائية وشهدت المنطقة منذ بداية التسعينات تحولات في غاية الأهمية خاصة في بناء السدود والبحيرات والآبار. وقد تم إنشاء 23 سدا جبليا، 6 سدود بفوسانة و4 بالعيون و3 بحيدرة و2 في كل من سبيبة وجدليان وفريانة وتالة وواحد في كل من ماجل بلعباس وسبيطلة. أما عدد البحيرات الجبلية المنشأة فقد بلغ 74 بحيرة موزعة كالآتي: 15 بحيرة في كل من فوسانة وسبيبة و12 بالعيون و11 بتالة و9 بجلديان و5 بحيدرة و4 بفريانة وواحد في كل من سبيطلة وحاسي الفريد والقصرين الشمالية. كما بلغ عدد الآبار العميقة المنجزة 893 بئرا موزعة كالتالي، 350 بفوسانة و170 بسبيبة و137 بسبيطلة و76 بفريانة و45 بماجل بلعباس و24 بتالة و22 بكل من حاسي الفريد والقصرين الجنوبية و18 بالعيون و16 بالقصرين الشمالية و7 بحيدرة و6 بجدليان. أما الآبار السطحية فقد بلغ عددها 3702 بئرا، منتشرة كما يلي: 919 بسبيطلة و850 بفوسانة و500 بتالة و326 بفريانة و325 بالقصرين الجنوبية و320 بحيدرة و170 بماجل بلعباس و90 بحاسي الفريد و60 بجدليان و19 بالعيون. وتمتعت المعتمديات الشمالية من الولاية (جدليان وسبيبة والعيون وتالة وحيدرة وفوسانة وسبيطلة) بنصيب الأسد من حيث ما أنجز، إذ ركزت بها 86.9٪ من السدود 91.9٪ من البحيرات و79.7٪ من الآبار العميقة و72٪ من الآبار السطحية. وقد أثبت الواقع بأن تركيز المناطق السقوية بالمعتمدية الجنوبية، قد حول مناطق بأكملها إلى منتج رئيسي للخضروات والفواكه للاستهلاك الوطني وأيضا للتصدير مثل منطقة «أم الأقصاب» بماجل بلعباس ومنطقة «العرق» بفريانة وهو ما يدعو السلطات الجهوية لمزيد التركيز على هذه المناطق. ويبقى التحدي الأكبر بالجهة هو حسن استعمال الآبار العميقة حيث إن جل هذه الآبار يستحوذ عليها أصحاب الأرض التي حفرت بها ويحرمون باقي الفلاحين من التمتع بمياهها وهو ما عاد سلبا على التطور السريع لقطاع الفلاحة الذي يمثل المورد الأساسي والرئيسي لأبناء الجهة.