دخلت سوق الانتدابات مرحلة حاسمة قبل أسبوعين من انطلاق البطولة. ولئن لم تشهد هذه الصائفة حركيتها المعهودة لأسباب مادية بحتة فإنها لا تخلو من بعض الملاحظات والاستنتاجات. المتتبع لهذه الحركة يلاحظ دون عناء أن نصيب الأسد من الانتدابات حظي به النادي الافريقي بانتداب جيش من اللاعبين بلغ 8 لاعبين وقد سعت الهيئة المديرة بكل ما أوتي لها من جهد إلى تأمين هذه الانتدابات وكأنها أرادت من وراء ذلك امتصاص غضب الجمهور في خضم «معركة الرئاسة» التي عاشها النادي على مدى الأيام الأخيرة من الموسم الفارط والتي كان أحد أطرافها الشريف باللامين وجماعته لكنها نسيت أو قل لم تدرك ما لهذا الاختيار من انعكاسات وخيمة على مردود الفريق باعتبار ان هذا العدد الهائل من اللاعبين في حاجة إلى الوقت الكافي لكي يتحقق الانسجام بينهم وهذه الهفوة ليست الأولى التي يرتكبها النادي الافريقي الذي كثيرا ما يرضخ لضغوطات الأحباء. وما يثير الانتباه كذلك اصرار الهيئة المديرة على انتداب لاعبين عرفوا بعدم انضباطهم أو لهم مشاكل مع فرقهم. **النجم مرة أخرى على عكس الافريقي اختار النجم الرياضي الساحلي لغة التحري والتعقل مفضلا الكيف على الكم بتوخيه سياسة الانتدابات الموجهة وهي كانديا تراوري وبسام بن نصر مؤكدا أنه يبقى قناصا ماهرا. وبالنسبة للترجي فإنه بقي وفيا لعادته كفريق ينتدب حسب حاجيات الفريق. كما نذكر النادي الرياضي الصفاقسي الذي تخلى عن ميزته كأحد أكبر مستوردي اللاعبين مكتفيا ببعض الانتدابات التي لا تتجاوز الثلاثة وهي توفيق الهمامي وبسام الدعاسي ونزار الغزواني في انتظار العثور على معوض لطارق التايب المحترف في تركيا. وبالنسبة للملعب التونسي فيبدو أن الأزمة المادية التي يتخبط فيها دفعته إلى الاكتفاء ببعض الانتدابات المتواضعة وهي أكرم الهمالي ورؤوف الجليدي وعدلي الناشي ووليد الطرابلسي وفهمي العيادي ويامن المهاوش والتي ليست كفيلة بتعويض المغادرين للنادي. ومن الأندية التي نشطت في سوق الانتدابات النادي البنزرتي والنجم الأولمبي لحلق الوادي والكرم اللذين حرصا على تكثيف الانتدابات وقد منحا الأولوية إلى الخط الأمامي الذي يشكو بعض الضعف. الأولمبي الباجي واصل سياسة الانتدابات خاصة من الأندية الصغرى مثل وليد المسعودي (اتحاد بوسالم) ومجدي الراشدي (مكارم المهدية) وحرص على سد الفراغ الذي تركه الثنائي عبد الكريم العوجي وبنزا بانتداب اللاعبين الأجنبيين فريد غازي (شبيبة القبائل) وزكرياء تراوري (الكوت ديفوار). وفي خصوص الاتحاد المنستيري ونادي حمام الأنف ومستقبل المرسى فإنها لم تتمكن من القيام بالانتدابات المأمولة لأسباب مادية ولعل اللافت للنظر وفاء الاتحاديين للاعبين القادمين من الرأس الأخضر بانتداب ثلاثة لاعبين من هذا البلد بعد نجاح صفقة المهاجم جيري أدريانو. ومن الفرق الصاعدة نذكر قوافل قفصة كأكبر الناشطين بقيامه بعدة انتدابات صائبة مثل المدافع الصلب لأمل حمام سوسة ودوس سانتوس وبيريرا دلسون (من الاتحاد المنستيري). وإجماليا فإن ما يشد الانتباه ظاهرة انتداب الحراس الأجانب في حين أن منتخبنا يعاني هذه المشكلة، ونذكر في هذا المجال النادي الافريقي والاتحاد الرياضي المنستيري اللذين يضافان إلى النجم الساحلي والترجي الرياضي التونسي.