سجلت «الشروق» التي كانت في قلب الحدث بلومي انطباعات رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم علي الحفصي وخاصة بعد تدفق الدموع من عينيه إثر انتهاء المباراة فرحا وانشراحا للنتيجة التي أفرزها اللقاء الذي لم يكن سهلا فقال: «.. قبل أن أكون رئيسا للجامعة فأنا تونسي متيّم بعشق كرة القدم وبكل ما يسعد التونسيين ويشرف البلاد ولذلك نزلت الدموع دون استئذان لتضمد جرحا سكن قلبي منذ أسابيع وخاصة بعد تعادل المالاوي وبعد أن نزلت سياط «الضرب» والانتقاد على المنتخب الوطني وعلى المكتب الجامعي بصفة خاصة على الرغم من أننا حرصنا في هذا المكتب الجامعي ومنذ 5 ماي الماضي على العمل بكل جدية وإصرار على إنجاح المشهد الكروي وتطوير كرة القدم التونسية.. إلا أن البعض سامحهم اللّه لم يتردّدوا في اصطياد كل فرصة لمهاجمتنا ومحاولة وضع العصا في عجلة المكتب الجامعي الذي من المفروض انتظاره باعتبار أنه لم يمرّ على صعوده أكثر من خمسة أشهر وأسبوع واحد فضلا عن أنه قام بأكثر من عمل إيجابي لفائدة كرتنا والتي لم تتم الاشارة إليها بقدر ما احتجبت تماما لمجرد تعثر الفريق الوطني أمام المالاوي وقبلها أمام بوتسوانا والحال أن التعثر وارد وخاصة في ظلّ أجواء الضغوطات المسلطة عليه منذ فترة غير قصيرة وقبل مجيئنا الى الجامعة مما جعله (أي المنتخب) يحقق الانتصارات خارج القواعد على غرا ر ما تحقق في التشاد والطوغو مقابل عجزه على ذلك في تونس.. وهذا أمر يثير التساؤل والاستفسار وإلا لماذا نفوز بكل النقاط في المباراتين مقابل فوزنا بنقطة واحدة من ست على قواعدنا..». لا نتهم أي طرف... ولكن هنا تدخلنا وسألناه عن الأشخاص أو الهياكل التي تضع عصيّ العرقلة أمام المكتب الجامعي فأجاب دون تردّد: «نحن لا نتهم شخصا معينا أو هيكلا محدّدا بقدر ما كنا ننتظر المساندة من كل من له صلة بكرة القدم التونسية ومن كل أبناء الوطن باعتبار أن المسألة تهمنا جميعا.. ولا تهم الحفصي ومن معه في المكتب الجامعي فقط ولذلك نحرص على طيّ الصفحة ونطالب كل من حدثته نفسه أو حاول عرقلتنا أن يعمل معنا في نفس المسار باعتبار المنتخب لكل التونسيين وممثلا لتونس وبالتالي لا بدّ من العمل وزرع بذور الصفاء والجدّ والكدّ في كل حقول تونس التي تبقى جنّة خالدة بفضل رجالاتها وما يقدمه سيادة الرئيس لها ولكل أبنائها.. ويكفي الاشارة الى تدخله الأخير للإفراج عن الموقوفين من الذين رافقوا الترجي الى مصر في لقاء ذهاب الأهلي.. وهنا علينا ردّ الجميل لصاحب الجميل بخدمة كرة القدم كل من موقعه وذلك في كنف الانسجام والتكامل دون تمزّقات ولا تشكيك ولا انتقادات جارحة ولا عرقلة..». اللاعبون شاعرون بمسؤوليتهم الآن وقد تحقق الانتصار على الطوغو وتمّ تحفيز اللاعبين على الروح البطولية التي أكدوها في ملعب «لومي» كما تمّ العفو عن «المعاقبين» سألنا الحفصي حول البرمجة الجديدة فقال: «المنطق يفرض التدارك وتدعيم ذلك بتحقيق فوز على بوتسوانا على قواعدها بالذات وعدم التفريط في أي نقطة من نقاط المباريات المتبقية خاصة أننا كمكتب جامعي حرصنا على دعم اقترابنا أكثر باللاعبين وحثهم على مزيد البذل والعطاء وتحفيزهم كلما شرّفوا البلاد وفعلا كانوا كلهم شاعرين بالمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقهم ومؤكدين إصرارهم على مواصلة المشوار بكل نجاح وتفاؤل وبالتالي إن شاء اللّه سنحقق ما يؤكد الجدارة التونسية في بوتسوانا وأيضا في المالاوي لنبرز أننا الأقوى والأجدر بالصدارة ومن هناك نستعد للتظاهرات اللاحقة». عقدنا مع مارشان «عقد أهداف» حول مارشان الذي تردّدت إمكانية الاستغناء عن خدماته قال رئيس الجامعة: «ككل هيكل لا بدّ له أن يساند الاطار الذي انتدبه ويقف الى جانبه ويوفر له ممهدات النجاح غير أنه وفي صورة الفشل فإن الاستغناء يبقى واردا في ظل الضغط من أكثر من طرف على حساب المنتخب وفي المقابل فإن العملية ليست غريبة سواء في الأندية أو المنتخبات ومن جهة أخرى فإنه وفي صورة الفشل لا قدّر اللّه فإن المسألة تعجل أيضا برحيل المكتب الجامعي حتى وإن كان مجتهدا وحريصا على تحقيق النجاحات في الجوانب الأخرى كلها (دون المنتخب) وحتى وإن كان لا ذنب له في نتائج المنتخب.. أما الآن وقد عرفنا جميعا أن الانتصار أي انتصار يبدّد من ضغوطات أي إعصار أو رياح الرفض والاحتجاج فإننا لا نجد إلا المساندة وتجديد الثقة في مارشان الذي تعاقدنا معه لمدة موسمين اثنين وأكدنا له كما أكدنا لكل طرف أن العقود مرتبطة بالأهداف وبالتالي وطالما أننا نساند ونمهد كل السبل لتحقيق النجاح وطالما أن الأهداف محقّقة ومجسّدة فإننا نشدّ على يدي «مارشان» وكل الاطار الفني الذي معه كما أننا نساهم أيضا في رفع معنوياته خاصة أنه هو أيضا وبقدر ما هو متفهّم فإننا نشعر أحيانا أنه لا يجد المساندة من الكثيرين المطالبين بدعمه وفي ذلك دعم للمنتخب».