صحيح أن الترجي الرياضي انقاد الى الهزيمة أمام الاهلي المصري في مقابلة ذهاب الدور نصف النهائي لرابطة الابطال الافريقية ولكن مع ذلك أصرّ الملاحظون على أن الفارق في السرعة والحيوية واللياقة البدنية في آخر 15 دقيقة من زمن تلك المواجهة كان واضحا لفائدة الاصفر والاحمر. هذا المؤشر أثار العديد من علامات الاستفهام حيث يبدو أن اللاعبين المتقدمين في السن صلب الاهلي المصري أصبحوا يمثلون عبءا حقيقيا على المارد الاحمر ونحن بدورنا عمدنا الى التفتيش في أعمار لاعبي الاهلي ومقارنتها بأعمار لاعبي الترجي خاصة أن هذه النقطة قد تخدم مصلحة فريق باب سويقة في مقابلة الاياب برادس، فخرجنا بالمعطيات التالية: ركائز الفريق أصابتها الشيخوخة نلاحظ أن الشيخوخة أصابت الكثير من لاعبي النادي الاهلي وخاصة أبرز ركائزه مثل وائل جمعة وسيد معوّض وأحمد حسن ومحمد أبو تريكة ومحمد بركات وكلهم تجاوزوا عتبة الثلاثين ولعل الخطير في الامر أن هؤلاء هم أيضا العمود الفقري للمنتخب المصري الذي تراجعت نتائجه بشكل واضح (تعادل أمام منتخب السيراليون وانهزم أمام النيجر) وهو ما جعل بعض الاطراف المصرية تطرح مسألة تقدم اللاعبين في السن. إصابة أحمد حسن بسبب الشيخوخة؟ لم تتردد بعض الاطراف المصرية في القول بأن الاصابة التي تعرّض اليها اللاعب المميز أحمد حسن كانت بسبب تقدمه في السن وذلك بعد أن قسا على نفسه في مقابلة منتخب بلاده أمام السيراليون فكانت النتيجة تعرّضه الى إصابة في الرباط الصليبي ستبعده عن الملاعب عدة أشهر وهو مؤشر آخر على أن الشيخوخة ضربت فعلا وبقوة أركان البيت الاحمر. ما فعله حسن شحاتة يؤكد شيخوخة هؤلاء أقدم مدرب المنتخب المصري في الآونة الأخيرة على توجيه الدعوة الى عدة لاعبين جدد مثل أحمد خيري وعمرو السولية وأحمد علي وأحمد حسن مكي ومحمد نجيب وغيرهم وهي خطوة رأى فيها البعض أن الرجل يفكر في بناء فريق جديد للمستقبل بعد أن نالت الشيخوخة من عدة لاعبين من أبناء الاهلي المصري والذين ظلوا لعدة سنوات يشكلون ركائز أساسية صلب منتخب مصر. عبد المجيد الشتالي لم يكن يهذي... عام 2007 أصرّ السيد عبد المجيد الشتالي على الوهن الذي أصاب النادي الاهلي بعد أن نال التعب والتقدم في السن من أبنائه وسرعان ما اكتشفنا صحة ما ذهب اليه الشتالي عندما انحنى الفريق المصري أمام النجم الرياضي الساحلي بثلاثية تاريخية في مصر بالذات. ما رأي الإعداد البدني والطب في شيخوخة لاعبي الأهلي؟ طرحنا هذا الموضوع على المعد البدني للملعب التونسي وسيم معلى الذي سبق له أيضا العمل صلب النادي الافريقي والنادي الصفاقسي وعدة فرق فرنسية فقال: «لقد شاهدت مقابلة الاهلي والترجي في ستاد القاهرة ولاحظت أن الفريق التونسي قدم مردودا بدنيا خلال ال15 دقيقة الاخيرة من هذه المقابلة قد يكون الافضل على الاطلاق خلال المقابلات القارية للترجي خاصة أنه استفاد من عامل الشباب والحيوية فصغر سن لاعبي الترجي يساعدهم على أن يكونوا في انتعاشة بدنية قد تخوّل لهم إنهاء المقابلة دون عناء بل وكذلك استغلال عنصر صغر السن على مستوى السرعة التي قد تكون حاسمة في بعض الاحيان لكن ينبغي تحذير اللاعبين الشبان للترجي من التسرع خاصة أن بعض لاعبي الاهلي وإن كانوا كبارا في السن فإنهم يعوّلون على عامل الخبرة... وبالنسبة للنواحي البدنية فقد لاحظت شخصيا القوة البدنية الواضحة لعدد من أبناء المدرب فوزي البنزرتي على غرار القربي وتراوي ومايكل وشمام وبن عمر»... ماذا قال الدكتور محمد رضا الشريف؟ تعمدنا الاتصال بالدكتور محمد رضا الشريف دون سواه لكونه طبيب النادي الرياضي البنزرتي الفريق الاكثر فتوّة وشبابا في بطولتنا فقال: «أؤكد شخصيا أن مسألة صغر سن اللاعبين عادة ما تحسم العديد من المقابلات وهو ما وقفت عليه شخصيا صلب النادي الرياضي البنزرتي وذلك من خلال القدرات الفائقة للشبان على التعامل بدنيا مع كامل أطوار المقابلة طيلة 90 دقيقة وحتى أكثر من ذلك وكذلك ربح العديد من الحوارات الثنائية لذلك أرجح أن عامل الشباب الذي يتمتع به لاعبو الترجي مقابل شيخوخة لاعبي الاهلي قد يساعد الترجي على الخروج بنتيجة المقابلة وسنكتشف أهمية هذا العامل في الفترة الاخيرة من هذه المقابلة خاصة أن هذا العامل سيكون مرفوقا بكل تأكيد بعمل جبار ومدروس من قبل المعد البدني لفريق الترجي».