يحلم برئاسة أمريكا ويعرف انه لا يمكنه الوصول الى البيت الأبيض لأنه مولود في النمسا... ويشغل حاليا منصب حاكم كاليفورنيا الذي وصل إليه خصوصا بفضل لياقته البدنية وشهرته السينمائية.. هو جمهوري قريب من عائلة الرئيس الأسبق جورج بوش ولكن أصهاره ديمقراطيون وحماته هي ببساطة شقيقة الرئيس الأسبق جون كيندي.. انه نجم الرياضة والسينما والسياسة أرنولد شوارزينغر صاحب العضلات المفتولة.. شوارزينغر يواصل جولة عالمية التقى خلالها الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.. وقالت الصحف البريطانية أمس الجمعة ان ديفيد كاميرون تولى تقديم شوارزينغر للطبقة السياسية اللندنية ولو ان العكس هو الصحيح على الأرجح بما ان الأكثر شهرة ونجومية هو آرنولد شوارزينغر الذي مثل كثيرا وتحت قيادة مخرجين مشهورين مثل جيمس كاميرون... ولد أرنولد شوارزينغر في النمسا يوم 30 جويلية 1947 وهاجر الى أمريكا في بداية السبعينات من القرن الماضي من أجل مواصلة رياضة كمال الأجسام.. ويمنعه مولده خارج الولاياتالمتحدة من الترشح لمنصب الرئيس لكنه لم يمنعه من ان يكون أول أمريكي مولود خارج أمريكا يصل الى منصب حاكم ولاية وذلك منذ عشرات العقود.. وصل أرنولد الى «رئاسة» كاليفورنيا بفضل رياضة كمال الأجسام والسينما وكذلك بفضل علاقاته السياسية المتطوّرة.. في عائلته كان أرنولد الثاني دائما ويقول ان والده كان يفضل عليه أخاه الأكبر مينهارد (الذي توفي في حادث سيارة والذي لم يحضر آرنولد جنازته)... ولكن في الرياضة والسينما والسياسة يريد أرنولد دائما المرتبة الأولى.. في النمسا دفع حبه لرياضة كمال الأجسام للهروب من الخدمة العسكرية من أجل المشاركة في مسابقة وهو ما كلّفه أسبوعا في السجن العسكري.. وفي لندن في نهاية الستينات من القرن الماضي عمل أرنولد كثيرا من أجل الحصول على لقب «سيد الكون» وكان وقتها أصغر رياضي يحصل على المرتبة الأولى في كمال الأجسام. وفي أمريكا واصل العمل الشاق إلى أن حصل على لقب «مستر أولمبيا» الذي يمنح لأعظم لاعب كمال أجسام.. واحتفظ البطل بهذا اللقب لعدة سنوات قبل أن يتقاعد بفعل السن وبعد أن انتقل في الأثناء إلى لعب الأدوار الأولى في السينما. شريطه الأول كان هرقل في نيويورك (1970) وأشرطته الناجحة (تجاريا) كثيرة (والفاشلة أيضا) أما شريطه الأخير فهو على حد قول خبراء، شغله لمنصب حاكم كاليفورنيا والجولة التي يقوم بها حاليا عبر العالم كما لو أنه كان «رئيس» أكبر ولاية أمريكية. وفي السينما، وتحديدا في عائلة سيمبسون تمّ تصوير شوارزينغر على أنه رئيس الولاياتالمتحدة.. وفي شريط رجل الخراب لصاحب العضلات المفتولة الآخر سيلفاستر ستالون تم الكشف عن مشروع تعديل للدستور الأمريكي يسمح بترشح أي أمريكي مولود خارج الولاياتالمتحدة لمنصب الرئيس. مع أوباما وفي عالم السياسة تمكن أرنولد من ربط علاقات من الدرجة الأولى.. فقد تعرّف على الرئيس الأسبق والممثل الأسبق رونالد ريغن وعلى الرئيس الأسبق الآخر جورج بوش الأب وعائلته وعلى الرئيس السابق جورج بوش ونائبه ديك تشيني والسيناتور جون ماكين. وكان آرنولد مسجلا لعدة سنوات في الحزب الجمهوري وشهد تاريخه السياسي بعض التجاوز لقيادة «حزب بوش» وهو ما دفع بعض المحللين إلى القول بأن شوارزينغر يقف في يسار الجمهوريين القريب من الحزب الديمقراطي ولكنه قد ينتقل إلى صفوف الديمقراطيين. في هذه الحالة قد يكون الأمر عاديا بما ان الديمقراطيين ليسوا سوى أصهار شوارزينغر.. وتدعى زوجته ماريا شرايفر أما حماته فهي يونيس كيندي شرايفر وهي شقيقة الرئيس الأسبق جون كيندي.. وإذا كان الحزبان الجمهوري والديمقراطي يسندان أرنولد شوارزينغر فإن هذا الأخير لن يمانع على الأرجح في السعي رسميا الى منصب رئيس الولاياتالمتحدة.. وما ينقصه ليس الا تغيير الدستور وهو امر لا يقدر عليه الا الحزبان الجمهوري والديمقراطي معا او حزب ثالث يطيح بهما. ويبدو الأمر بعيدا على «آرني» الذي يدرك ان وضعه يشبه الى حد ما وضع الرئيس الحالي باراك أوباما بما ان خصوم الأخير يزعمون انه لم يولد في الولاياتالمتحدة ورئاسته غير شرعية بالتالي.. ويقول البعض ان هذا البند من الدستور غير دستوري لأنه لا يضمن المساواة بين الأمريكيين.