بعد سقوط بغداد صدام حسين، طفت على السطح إرهاصات حرب ضروس تدور رحاها في المنطقة الحُبلى بالتوترات والكوارث «منطقة الشرق الأوسط». فبعد أن دمّر هولاكو الجديد «بوش» العراق، دخل مقاولو إيران الميدان مبشّرين بحملة صفوية فارسية تجتاح الأمة العربية من مركزها، فبدأ المشهد يتشكّل، فقد أصبحت الأمة العربية كتلك الأرملة الحسناء التي تثير غرائز الأوباش والمجّان! بشيء من الحزن والمرارة نعترف بأن اسرائيل وإيران هما القوتين الاستراتيجيتين الأعتى بالمنطقة برمتها، وبضرب من التوجّس والخوف نعترف بأنه في شتى الأحوال، سيكون العرب الرقم الأضعف في المعادلة التي ستفرزها نهاية الصراع بين الغرب وإيران، إذ عندما تدمّر إيران سيضاف نعش سوريا الى نعش العراق في مقبرة الاحتلال الصهيو أمريكي، فضلا على تنامي النفوذ الصهيوني بالمنطقة وبالتالي القضاء على المقاومة في غزة وجنوب لبنان إذ لا يمكنّنا أن ننكر الدور الرئيسي لإيران في دعم المقاومة. وفي الجهة المقابلة وفي حال تمكّنت إيران من إرساء «ترسانة ردع نووية» سينفرد الفرس بصنع القرار بالمنطقة وسيذهبون الى تحقيق حلمهم لتصبح بذلك المنطقة برمّتها «امبراطورية فارسية». لقد باتت ساحة العرب ساحة لقتال الجبابرة بعد أن كانت مهدا للحضارات ومنارة للمعرفة والعلم الكونيين. بلال مبروك (معهد الصحافة وعلوم الاخبار)