أكد مستشار الرئيس السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل أن احتمال الحرب بين الجنوب والشمال وارد، فيما وجّه مسؤولون سودانيون أمس انتقادات لاذعة لخطة الأممالمتحدة القاضية بنشر قوات في المناطق الحدودية. وأشار اسماعيل الى أن الاجهزة الحكومية السودانية مستعدة لكافة الاحتمالات وعلى كافة الاصعدة، مضيفا أن إمكانية الانفصال قائمة... سكون تام وشدّد على ضرورة أن يكون الجيش الشعبي السوداني في حالة سكون تام لضمان نزاهة عملية الاستفتاء حول مصير جنوب السودان والمقررة بداية السنة المقبلة. وفي سياق متصل، شهدت جلسات مؤتمر الحوار الجنوبي المنعقدة في مدينة «جوبا»، توافقا بين أغلب القوى السياسية المشاركة على الانفصال. وتطرقت الجلسات الى وضع «الشماليين» في الجنوب و«الجنوبيين» في الشمال عقب الاستفتاء. معارضة من جانبهم، عبّر مسؤولون سودانيون عن معارضتهم نشر قوات دولية في «المناطق الساخنة» وفق المفهوم الأممي الفاصلة بين شمال البلاد وجنوبها، مشيرين الى أن هذه الخطة تعبّر عن جهل بمجريات الاحداث الحقيقية في السودان وتكشف عن تحرش يستهدف استقرار وسلامة السودان. وقال ربيع عبد العاطي المسؤول في حزب المؤتمر الوطني، في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الأممالمتحدة لا يمكنها بأي حال من الاحوال أن ترسل جنودا لحفظ السلام الى الحدود بين الشمال والجنوب من دون الموافقة المسبقة للحكومة المركزية في الخرطوم. وأضاف: ينبغي توجيه اقتراح الى الحكومة... ومن دون هذا الاجراء فإن الامر غير قانوني. وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت عزمها نشر قوات دولية في المناطق الحدودية الساخنة «للحيلولة دون وقوع أعمال عنف مع اقتراب موعد الاستفتاء». وتساءل عبد العاطي: كيف يمكن للأمم المتحدة أن ترسل مزيدا من القوات، في حين أن انتشار قواتها في السودان وفي إقليم دارفور لم يستكمل بعد. وكان آلان لوروا مسؤول عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة قد أعلن عن تغييرات ميدانية قد تطرأ خلال الاسابيع القليلة القادمة في تمركز القوات الدولية.