عقد السيد فرج الدواس المدير العام لديوان المياه المعدنية ونائب رئيس المنظمة العالمية للمياه المعدنية وعلم المناخ يوم أمس السبت ندوة صحفية صحبة السيد أمبرتو سليمان الكاتب العام للمنظمة حول احتضان تونس للجلسة العامة الثالثة والستين للمنظمة تحت شعار «الجودة والتجديد في قطاع الاستشفاء بالمياه» وذلك يومي 1 و2 نوفمبر في الحمامات. واستعرض السيد فرج الدواس جملة من المعطيات التي جعلت تونس من البلدان القلائل في العالم التي تمتلك استراتيجية واضحة في تطوير الاستشفاء بالمياه مما مكنها من الحصول على المرتبة الثانية عالميا في هذا المجال بالإضافة إلى التقاليد العريقة لبلادنا والتي ما تزال مستمرة حيث أن 35 بالمائة من التونسيين يقبلون على فضاءات العلاج بالمياه سواء كانت معدنية أو بحرية. كما تحدث عن البرامج الكبيرة التي أعدتها تونس لتطوير القطاع والاستثمارات التي خصصت لبعث العديد من المراكز المتطورة في العلاج بالمياه المعدنية ومياه البحر بالإضافة إلى تأطير الباعثين في هذا المجال. الأولى عالميا وتحدث الكاتب العام للمنظمة السيد أمبرتو سليمان وهو أستاذ إيطالي بجامعة ميلانو عن مزايا العلاج بالمياه التي أصبحت مدعمة بأحدث الأبحاث في علم الصيدلة والطب، وعن اتجاه العديد من المجتمعات المتطورة إلى الوقاية بالعلاج الطبيعي. كما تحدث عن تطور أمراض العصر مثل السمنة والضغط النفسي والأمراض الجلدية وأمراض الشيخوخة التي تجد علاجها في المياه بمختلف أنواعها. أما عن اختيار تونس لجلسة المنظمة العالمية للمياه المعدنية وعلم المناخ، فقد أشار إلى الميراث التونسي الكبير في مجال العلاج بالمياه وإلى أن تونس من أكثر بلدان حوض المتوسط تطورا في هذا المجال. كمال قال: «أوروبا متقدمة في العلاج بالمياه، لكن دولها لا تملك استراتيجية واضحة، وفي المقابل فإن تونس تحقق تطورا كبيرا وتملك تقاليد ثرية ولديها قدرة على التجديد»، بالإضافة إلى أن تونس هي من أنشط أعضاء المنظمة. وشدد الكاتب العام للمنظمة على ما تحظى به تونس من عمق ثقافة الضيافة وبيئة اجتماعية دافئة وممتازة، على عكس العديد من الدول المتقدمة حيث يحس السائح نفسه منعزلا، لا قيمة له إلا بما يدفعه من أموال مقابل العلاج. كما أشار إلى الخطط الحكومية الكبيرة والطموحة لتطوير القطاع وضمان الجودة فيه بما يؤهل تونس لأن تكون الأولى عالميا في هذا المجال قريبا. رواد فضاء في تونس أما عن الجلسة العامة للمنظمة في بداية نوفمبر بالحمامات، فقد أكد السيد أمبرتو سليمان عن دعوة رائد الفضاء الروسي القائد غينادي بادلكا، الذي قام بثلاث رحلات في الفضاء إلى الحمامات للحديث عن فوائد العلاج بالمياه لرواد الفضاء. وهنا يتحدث السيد سليمان بصفته متخصصا وخبيرا في هذا المجال وقد أشرف على علاج حوالي 40 رائد فضاء، ويكشف أن رواد الفضاء يعانون من الشيخوخة المتسارعة حيث أن قضاء شهر في الفضاء يساوي عاما من شيخوخة الخلايا، ولذلك يقضي الرواد بعد كل رحلة إجباريا شهرا أول في العلاج البدني ثم شهرا ثانيا في العلاج الطبيعي بمحطات استشفاء. وفي هذا المجال، سوف يتم استدعاء رائد الفضاء الروسي لإطلاعه على ما تملكه تونس من إمكانات في هذا المجال من أجل بحث إمكانية عقد اتفاق مع مدينة النجوم الروسية حيث يتم تدريب رواد الفضاء الأوروبيين مع محطات العلاج بالمياه في تونس. وحول تفاصيل هذا الاتفاق قال السيد سليمان إنه قد عمل مع ديوان المياه المعدنية التونسي على بحث هذه المسألة مع المسؤولين في مدينة النجوم الروسية، فوجد لديهم ترحيبا واضحا، لذلك ينتظر أن يتم عقد اتفاق أولي بمناسبة جلسة المنظمة وهو أمر ممكن جدا في انتظار تنفيذه عمليا. كما ستكون الجلسة العامة بالحمامات فرصة لاستدعاء العديد من الخبراء المتخصصين في بحث الفوائد العلاجية للمياه واستعراض أحدث التطورات العلمية والتقنية في هذا المجال وعرض عدد كبير من الأفلام عن عالم العلاج بالمياه.