أقرّ ضابط كبير كان يعمل في جهاز المخابرات الاسرائيلية (موساد) بأن القائد العسكري في «حزب الله» اللبناني عماد مغنية الذي اغتيل في فيفري 2008 بدمشق هو واحد من أكثر العقول عبقرية وأن قدراته القيادية حوّلته الى أخطر عدوّ. وأضاف الضابط دافيد باركاي ان مغنية الذي اشتهر عند الاسرائيليين بلقب «الثعلب الايراني» كان يتمتع بإدراك عميق وفهم ممتاز للتقنيات وقدرات قيادية، ولسوء الحظ فإن مزيجا من الظروف الجغرافية والسياسية والشخصية قادته ليوجه مواهبه الرائعة الى طريق الدم والدمار صانعة منه هذا العدو الخطير، حسب تعبيره. وجاءت اعترافات باركاي الذي كان مسؤولا عن ملف مغنية في جهاز المخابرات في تقييم للمسؤولين عنه، وقام الصحفي رونين بيرجمان من صحفية «يديعوت أحرنوت» بنشره مؤخرا في كتاب بعنوان «الحرب السرية على ايران». ويروي الكتاب قصة صعود مغنية في «حزب ا&» بفضل قدرته على استعمال القنبلة الذكية في حرب ايران المفتوحة على اسرائيل والولايات المتحدة بدءا من لبنان، مرورا بفلسطين، وصولا الى العراق، حسب قوله. ويتطرق الكاتب الى الجانب الشخصي في حياة مغنية والاعمال المنسوبة اليه في بدايات صعوده، وكيف انتقل من حارس شخصي لصلاح خلف في حركة «فتح» الفلسطينية الى حارس شخصي لحسين فضل ا& في «حزب ا&» فإلى أبرز قيادي في الجناح العسكري للحزب. وقال إنه «لسنوات بقي الاسرائيليون والأمريكيون غير قادرين على وضع حد لأنشطة «الثعلب» المبتكرة وكان مفجّرا مرارغا، فالتقارير التي طالما توافرت لوكالات المخابرات الغربية عن مكان وجوده كانت تتضارب». وأضاف المصدر أنه في لبنان اعترف أحد مصادر المخابرات البريطانية وبخجل عام 2001 أنه على الرغم من الاهتمام الكبير الذي توليه الملكة المتحدة لمغنية لم تكن لديهم فكرة عن مكان وجوده أو ما قد يكون يخطط له. وجاء في الكتاب ايضا أنه وفقا لتقرير سري للغاية أعدّته الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية عام 1996 «تقوم إيران باستخدام ما سمّته الارهاب ضد اسرائيل بانتقائية وعقلانية وذلك نتيجة تقديرها وادراكها للأضرار الديبلوماسية الجسيمة التي قد تتسبب فيها لنفسها اذا كشف دورها، وبناء على ذلك تتبع ايران عادة طريقا غير مباشر، وهذا الطريق حسب التقرير كان يمر عبر عماد مغنية».