قال محللون ومراقبون عرب إن ما يجري في العراق وتحديدا في النجف له علاقة مباشرة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وبالتهديدات الأمريكية والإسرائيلية ضد ايران وحزب الله . ورأت تقارير المحللين أن الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر يقف على مفترق طرق خطير وسط هذه التداخلات. وحسب صحيفة «المنار» الفلسطينية فإن مقتدى الصدر يدرك التهديدات الموجهة ضد ايران وما يحتمل أن يتعرض له حزب الله وتصميم الرئيس الأمريكي جورج بوش على تهدئة الأوضاع قبل الانتخابات. ويحاول الصدر على أساس هذه العوامل الاستفادة قدر الامكان والصمود في وجه أمريكا ورجالاتها من الشيعية الذين يرون فيه خطرا عليهم في حال ازدياد شعبيته وخوض الانتخابات القادمة. وعلى هذا الأساس لا يريد الصدر منح بوش فرصة «تهدئة الوضع» في العراق وهو (الصدر) ينتظر دعما من ايران ما دام يعرقل تنفيذ تهديدات واشنطن ضد طهران وفي ذات الوقت يسند حزب الله ولو في داخل الساحة العراقية بما أن استمرار المواجهة يشغل اسرائيل وأمريكا عن شن حرب مشتركة ضد حزب الله. كما أن مقتدى الصدر يدرك أنه في كل الحالات مستهدف لاجتثاثه وذلك لتنظيف الطريق في كل ما يعيق تحركات رجالات أمريكا داخل الحكم وخارجه وحتى لا ينضم شباب شيعة الى جيش المهدي. ولذلك قررت أمريكا توجيه ضربات شاملة ومتلاحقة ضد الصدر في حرب لا يمكن أن تتوقف قبل شل قوة الزعيم الشيعي الشاب الذي قد يتهموه لاحقا بالعمل لصالح أنظمة مجاورة. وتريد واشنطن حسما سريعا للمعركة ضد الصدر لعل الهدوء المرجو يفيد الرئيس بوش انتخابيا. وتبعا لهذه «الثوابت» السياسية يتساءل المراقبون عن موقف الشيعة في باقي انحاء العراق وفي ايران ولبنان وهم يرون أماكنهم المقدسة تستباح. ويرى المراقبون أن نتائج الحرب الأمريكية ضد الصدر ستكون ذات تأثير كبير وخطير على العراق والمنطقة خاصة اذا تمكن الصدر وأنصاره من اعاقة اندفاع القوات الأمريكية التي تستهدف حسم المعركة سريعا وانتشرت المعارك الى باقي أنحاء جنوب العراق.