يدخل كل من الترجي الرياضي والنادي الصفاقسي منذ اليوم في مرحلة ضغط جديدة على مستوى الالتزامات المحلية والقارية بين المسابقات الافريقية والبطولة الوطنية ليشترك الفريقان في نفس المطب مرة أخرى وهو ما يتطلب منهما حسن التعامل مع مثل هذه الوضعيات للخروج من هذا المأزق. الترجي وسيناريو العادة الترجي يعيش حاليا في وضع سبق أن تعرّض له منذ شهر تقريبا حيث لعب يوم 18 سبتمبر الماضي ضد ديناموس وعاد بفوز ثمين عقب رحلة شاقة، وبعدها بخمسة أيام رحل الفريق الى قفصة وخرج بالعلامة الكاملة من تلك الموقعة، وبعد ثلاثة أيام من ذلك الموعد وفي نفس الاسبوع تحوّل الترجي الى باجة مثقلا بالغيابات والاصابات لكنه تفوق على نفسه وعلى الظروف... أسبوع من التحضير عقب هذا الالتزام قبل مباراة الاهلي عانى فيه الترجي من غياب لاعبيه الأساسيين... الآن تكرّر السيناريو حيث لعب الترجي يوم الاحد أمام الأهلي في مباراة استنزاف بذل فيها جهدا كبيرا ويواجه اليوم مباراة من نفس العيار أمام النادي الصفاقسي ويواجه يوم الاحد الملعب التونسي المحفّز والمنتشي بسلسلة من النتائج الايجابية قبل أن يمنح أقل من أسبوع للسفر الى لوبومباشي. بنفس الرهان ونفس الضغط النادي الصفاقسي من جهته يعيش وضعا مشابها للترجي فالفريق صار مشتت الذهن بين الصعيدين القاري والمحلّي وأنها بحساب الترشح في المركز الاول أو الثاني اضافة الى بعض الانتقادات بخصوص اختصاصه في المسافات القارية القصيرة... الصفاقسي واجه يوم الاحد، الفتح الرباطي بتشكيلة منقوصة من عناصر أساسية وينزل اليوم ضيفا على الترجي ويتحول يوم الاحد الى قابس لمواجهة مستقبل المكان صاحب الارادة القوية. من هنا سيجد زملاء الخلوفي أنفسهم مطالبين بالخروج من الموقعتين بسلام، قبل التحول الى السودان في الاسبوع القادم لمواجهة الهلال السوداني في نصف نهائي مسابقة كأس الاتحاد الافريقي. فض الشراكة وتأكيد الزعامة الفرق بين الترجي والصفاقسي في ترتيب البطولة أربع نقاط فقط ما يعني ان فوز الضيوف اليوم سيجعلهم يزحفون نحو الصدارة لاقتسامها مع الترجي وللإشارة فإن النادي الصفاقسي من السهل عليه قلب الموازين فهو متعوّد على ذلك خاصة في ظل فترة الانتعاشة التي يمر بها اضافة الى استعادته أبرز ركائزه في المقابل فإن الترجي من الفرق القليلة في تونس التي تستطيع اللعب على جميع الواجهات بنفس درجة التركيز وبنفس الطموح والرغبة في الفوز، وهنا يجب الاشارة الى قوة الزاد البشري للفريقين الذي يخوّل لهما التأقلم بشكل مطلوب مع كل الظروف. نتيجة المباراة ستكون مهمة على مستوى ما سيبقى من منافسات البطولة، كما ان السعي نحو الزعامة القارية بالنسبة للفريقين يمر حتما عبر تأمين الجاهزية المحلية، فالترجي سيحاول السفر الى الكونغو وهو مطمئن على اقصاء أبرز منافسيه من دائرة المنافسة المحلية والصفاقسي يريد ان يجعل من الفوز على الترجي الجرعة المعنوية اللازمة للإطاحة بالهلال السوداني على أرضه.