تتحدّث الصحف الغربيّة هذه الأيّام عن ركلة بكعب الحذاء وجّهتها راقصة في أحد نوادي التعرّي بولاية فلوريدا، إلى زبون، يبدو أنّه لم يكتف بعينيه، فاستعان بيديه! رفع المتضرّر دعوى لجبْرِ الأضرار! وتحمّل التجريح بسبب ارتياده مثل هذه «الأوكار»! إلاّ أنّه سرعان ما أصبح محلّ «إكبار»، بعد أن حصل على 650 ألف دولار! الأمر الذي جعل كثيرين في فلوريدا وفي غيرها من الولايات، يفكّرون الآن في ارتياد مثل هذه المنتديات، استدرارًا لركلة من هذه «الركلات»! ولماذا لا يفعلون والكلّ «راكل ومركول»؟! ألا تركلُ إسرائيل «غوييمها» إلى التيه؟ ألا تركل أوروبّا «مهاجريها» إلى البحر؟ ألا تركل أمريكا «إرهابيّيها» إلى غوانتانامو؟ إلاّ أنّ لكلّ ركلة قيمتها أو لاقيمتها في «بورصة الركلات»! بل إنّ من «المركولين» من قد يدفع من جيبه مقابِلَ أن يُركَلَ أمام الجمهور، كي يُمسخ من نكرةٍ إلى مشهور! ممّا يذكّرني بأبيات لأبي العيناء، الشاعر الظريف الذي عاصر المتوكّل، جاء فيها: قُلْ لِلْخَليفَةِ يا ابْنَ عَمِّ مُحَمَّدٍ أَشْكِلْ وَزيرَكَ إِنَّهُ رَكَّالُ قَدْ أَحْجَمَ المُتَظَلِّمونَ مَخافَةً مِنْهُ وَقالوا ما نَرومُ مُحالُ مَا دامَ مُطْلَقَةً عَلَيْنا رِجْلُهُ أَوْ دَامَ لِلْنَزِقِ الجهولِ مَقَالُ قَدْ نَالَ مِنْ أَعْراضِنَا بِلِسَانِهِ وَلِرِجْلِهِ بَيْنَ الصُّدورِ مَجالُ...