استطاع دريد لحام على امتداد مسيرته الفنية ان يخاطب العقول والقلوب فاستحق عن جدارة قمة النجومية وهو سفير الكلمة الضاحكة والدامعة والحارقة وهو كذلك سفير النوايا الحسنة لمنظمة «اليونيسيف» في الشرق الأوسط وشمال افريقيا سنة 1997 وهو الشخصية النادرة التي أعطت الجمهور العربي من زادها الابداعي التي لن يعرفها النسيان. دريد لحام الممثل الكوميدي السوري ولد في دمشق عام 1934 واسمه حسب الهوية دريد محمد حسن اللحام درس العلوم الفيزيائية والكيميائية في جامعة دمشق، وعمل مدرسا في بلدة صلخد جنوب سوريا وكان يحاضر في جامعة دمشق قبيل انتقاله الى عالم التمثيل سنة 1960 بدعوة من الدكتور صباح قباني مدير التلفزيون السوري آنذاك ثم اتجه الى التمثيل المسرحي فالتلفزيوني اشتهر خاصة بشخصية غوار الطوشي الكوميدية، التي مثلها في معظم اعماله الفنية. دريد متزوّج وله ثلاثة أبناء وسبعة أحفاد يحمل وسام الاستحقاق السوري ووسام الثقافة التونسي والكواكب الاردني والعديد من الأوسمة والجوائز وشهادات التقدير من الجالية العربية في العالم والبلاد العربية ومن ابرز أعماله «غوار الطوشي» و«حمام الهنا» و«صح النوم» و«مقالب غوار» و«أحلام أبو الهنا» و«وادي المسك» و«الاحلام» وغيرها من المسرحيات الساخرة اذ قدم العديد من الأعمال المسرحية التي مازالت في قلب كل مشاهد حيث استمر عرض بعض المسرحيات الى أكثر من تسع سنوات مع إقبال جماهيري واسع. آخرها كانت بعنوان «سيلينيا» وتقاسم دور البطولة في هذا العمل مع ميريام فارس ولدريد مسيرة فنية طويلة انتج ومثّل في العديد من الأفلام التي يزيد عددها عن ثلاثين فيلما من أهمها فيلم الحدود وفيلم التقرير وغنى دريد ما يزيد عن 58 أغنية في أعماله الفنية من أبرزها: فطّوم فطوم، كل سنة وانتو سالمين وسلامات واسكتش عيد الكذب ويامو ست الحبايب وقدم برنامجين للتلفزيون السوري: على مسؤوليتي وعالم دريد وهو موجه الى الأطفال وتعاقد الفنان السوري دريد لحام مع احدى الشركات القطرية على بطولة مسرحية جديدة يعود من خلالها الى المسرح بعد غياب دام أكثر من عشرين عاما بعنوان «السقوط» من اخراج محسن العلي. وأشار دريد لحام خلال تكريمه الاخير في لبنان ان المسرحية ستدور احداثها في عدة مشاهد ترصد وبأسلوب ساخر الخلافات العربية وتوضح مواطن الضعف في الأمة العربية وأسبابها وتجسد بعض المشاكل التي تعاني منها بأسلوب كوميدي وراهن دريد لحام من خلال عودته على تحقيق مسرحية «السقوط» نجاحا باهرا وصدى واسعا في الشارع العربي لجدية الموضوعات التي تطرحها وقوة الأحداث التي ستتناولها موضحا ان المسرح من أهم سبل التواصل الانساني لقوة تأثيره على المشاهد وقدرته على اقتحام عقل ومشاعر المتفرج . وقال ان المسرحية نقلة قوية في مشواره الفني وإنها تصب في بوتقة الأعمال المسرحية الجادة التي يفتقدها الجمهور العربي هذه الايام، مضيفا ان المسرح الجاد هاجسه الابداع ودفع الانسان الى التكامل الأخلاقي والجمالي والعقلي الذي يتفاعل مع احساس المتلقي من خلال بناء الصورة المسرحية المؤثرة، وأقامت لجنة تكريم رواد الشرق في لبنان في أواخر شهر سبتمبر 2010 حفلا تكريميا لدريد لحام ونوّهت اللجنة المنظمة للحفل بالمسيرة الابداعية الفنية لهذا الفنان وقدمت شريطا وثائقيا يبرز مسيرة أعماله الفنية الغنية والتي جسدت هموم المواطن العربي وقضاياه وتنوّعت بين مسرحيات وأعمال تلفزيونية وسينمائية ويبقى دريد لحام أحد الرواد المؤسسين للدراما السورية وبتعامله مع الكاتب المبدع محمد الماغوط سيظل يشكل حضورا إيجابيا في المجتمع وفي كل العالم العربي.