تعيش تونس منذ نهاية الأسبوع على ايقاع الفن السّابع بمناسبة الدورة الثالثة والعشرين لأعرق تظاهرة سينمائية تعنى بسينما الجنوب. هذه التظاهرة حقّقت اهتماما اعلاميا كبيرا فعدد من أبرز القنوات الفرنسية والأوروبية والعربية تخصّص مساحات يومية لمواكبة فعاليات الدورة الى جانب الصحف والاذاعات ،فأيّام قرطاج السينمائية بما خلقته من حراك ثقافي واعلامي في العاصمة أكدّت قدرة تونس على أن تكون نموذجا في الضّفتين في تعلّقها بالحياة الجميلة ...حياة من التنوير والحوار والاختلاف مع الأخر في زمن يزحف فيه جراد العنف الأسود وتجريم التفكير ومصادرة الاختلاف باسم أفكار غريبة تسلّلت من بقايا زمن الانهيار في الثقافة العربية الاسلامية لتقتل أجمل ما في الثقافة من نور وحرية ومحبّة للحياة. انّ الفنون هي الحصن الأخير ضدّ ثقافة القتل والجراد التي تخيّم على العالم اليوم ليس العربي الاسلامي فقط بل حتّى أوروبا التي أصبحت مهدّدة بالعنف والتطرّف الديني. من يحب الحياة يذهب الى السينما ولأن تونس تحب الحياة قدرها أن «تذهب الى السينما»ومن تابع حفل الافتتاح والنشرة اليومية التي تقدّم من قلب شارع الحبيب بورقيبة يتأكّد مرّة أخرى أن تونس ستبقى بلدا مفتوحا على العالم مؤمنا بالمستقبل مراهنا على الشباب. فلتحيا تونس ...ولتحيا السينما.