يحق لتونس ان تفخر بكونها عاصمة للمرأة العربية على مر العصور وخاصة منذ النهضة الحديثة لبلداننا العربية. وهو الأمر الذي تكرس فعلا خلال الرئاسة التونسية لمنظمة المرأة العربية، وأثناء المؤتمر المنعقد حاليا ببلادنا، والذي تجسد في الحضور الهام للضيفات العربيات الكريمات وفي ما تم تداوله من افكار في هذا الصدد. فتونس كانت دائما سباقة في تشخيص اوضاع المرأة ، وفي الاستجابة لتطلعاتها والبحث في ملاءمة هذه التطلعات مع ما يستجد دائما من تطور في أوضاع وحاجيات المرأة للمشاركة الفاعلة في كل جوانب الحياة الاجتماعية، في وطنها تونس وفي العالم. وقد جاءت الاقتراحات التي تقدمت بها رئيسة منظمة المرأة العربية السيدة ليلى بن علي لتؤكد ريادة النظرة التونسية لقضايا المرأة، وخاصة تلك الاقتراحات التي دعت الى ايجاد منتدى دوري للحرفيات العربيات في مختلف الاختصاصات، وإلى ارساء شبكة للترويج التضامني لمنتوجهن. فما بلغته المرأة التونسية من تقدم في جميع المجالات، بات يفرض توجيه الاهتمام الى الفئات النسائية المهمشة، حتى يكون بالامكان النهوض بكل تلك الشرائح في آن واحد. وإذا ما استعرضنا بالارقام مواقع المرأة التونسية في العمل في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، ونسب مشاركتها في الحياة السياسية والحياة العامة، فإنه يمكن القول ان المرأة التونسية، قد تمكنت من ايجاد آليات عديدة تعزز بها مكانتها كاطار عال، يشارك باقتدار في مختلف الانشطة، بل ان المرأة التونسية شكلت وتشكل مرجعا عربيا و ربما عالميا في هذا الأمر. وهذه الريادة باتت تفرض على تونس، العمل على مزيد البحث في المجالات التي مازالت المرأة تعد فيها مهمشة، مثل الحرفيات واللواتي أبرزت رئيسة منظمة المرأة العربية ضرورة العمل على مزيد تفعيل البرامج الهادفة الى الارتقاء بمهاراتهن، في تونس وفي العالم العربي. وتجدر الاشارة الى ضرورة مزيد البحث على مستوى هذه المجموعات المهنية النسائية التي ينبغي العمل أكثر فأكثر على مزيد تحسين ظروفهن مثل المزارعات والمعينات وغيرهن ممن يمتهن مهنا شاقة وهامشية...