انطلقت قبيل ظهر يوم الخميس بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة اشغال مؤتمر القمة الثالث لمنظمة المراة العربية الذى يلتئم على مدى ثلاثة أيام تحت شعار "المرأة العربية شريك أساسي في مسار التنمية المستدامة" وذلك برئاسة السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية رئيسة المنظمة. وتشارك في هذا المؤتمر كل من السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس جمهورية مصر العربية وصاحبة السمو الملكي الاميرة سبيكة بنت ابراهيم ال خليفة قرينة ملك مملكة البحرين رئيسة المجلس الاعلى للمرأة وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الاعلى لمنظمة الاسرة العربية رئيسة الاتحاد النسائي العام بدولة الامارات العربية المتحدة والسيدة وفاء سليمان عقيلة الرئيس اللبناني ميشال سليمان والسيدة أمينة عباس قرينة الرئيس الفلسطيني محمود عباس والشيخة لطيفة الفهد السالم الصباح رئيسة الوفد الكويتي الى جانب العديد سامي الشخصيات النسائية العربية رئيسات وفود البلدان الاعضاء في المنظمة. وحضر أشغال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بالخصوص الامين العام لجامعة الدول العربية والمدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم "ايسيسكو" الى جانب ضيوف رفيعي المستوى من ممثلي عديد المنظمات الاقليمية والدولية ومن بلدان افريقية شقيقة. والقت السيدة ليلى بن علي في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كلمة ابرزت فيها ما يتيحه هذا اللقاء من مناسبة متميزة لمواصلة تدارس السبل الكفيلة بمزيد الارتقاء بمكانة المرأة العربية وتحقيق المساواة وتكافؤ الفرص بين الجنسين بما يدعم مسيرة الاصلاح والتطوير بالبلدان العربية ويعزز حظوظ اندماج المرأة. وبينت أن في حضور المرأة العربية اليوم الى جانب الرجل في الانشطة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية تأكيدا قويا للعزم على أن تكون عنصرا فعالا في ترسيخ مقومات التنمية الشاملة المستدامة التي تستوجب وضع سياسات وبرامج تساعد على الاستفادة مما يتوفر للبشرية من موارد وخيرات طبيعية وفق مقاربة متكاملة العناصر لا تتحقق الا بالقضاء على أسباب الفقر والجوع والتمييز واختلال الامن. واضافت السيدة ليلى بن علي أن من معوقات التنمية اليوم عدم تمكين المرأة من المشاركة الفعالة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية وفي مواقع القرار والمسوولية معربة عن قناعتها بان ممارسة المرأة العربية لحقوقها في الحياة العامة لا تنفصل عن ممارسة حقها في تقرير شوونها الخاصة داخل الاسرة وعن الاسهام على قدم المساواة مع الرجل في بناء أسرة سليمة متماسكة ومتوازنة. ودعت حرم رئيس الجمهورية في كلمتها الى تدارس امكانية تنظيم منتدى دورى للحرفيات العربيات في مختلف الاختصاصات والى ارساء شبكة للترويج التضامني لمنتوجهن بما يفتح أمامهن افاقا أرحب للاندماج في الدورة الاقتصادية وفي ديناميكية التنمية الشاملة المتضامنة والمستدامة مؤكدة الحرص في نطاق رئاستها لمنظمة المرأة العربية على مزيد تفعيل البرامج التي ترتقي بمهارات المرأة العربية وتكسبها القدرة على استيعاب المعارف والتكنولوجيات الحديثة والحصول على الخبرات الكفيلة باحداث المشاريع وادارتها. كما اكدت اهمية تعميق الوعي بخطورة تقلب الظواهر المناخية وتفشي الكوارث الطبيعية واختلال التوازن البيئي وبانعكاساتها على وضع المرأة خاصة داعية الى النظر في احداث جائزة للدراسات والبحوث في المجالات البيئية التي تعدها نساء عربيات أو يشرفن عليها وجائزة لافضل جمعية نسائية عاملة في هذا المجال. واوضحت أن الخلاص من ثلاثية الخوف والفقر والتمييز يعتبر من الاركان الاساسية للتنمية المستدامة وان ما تتعرض له المرأة في بعض المجتمعات من خصاصة وعنف وتشريد وتفكك أسرى يعد انتهاكا لكرامتها واساءة لكيانها واخلالا جسيما بمفهوم التنمية الشاملة العادلة والمستدامة التي تنشدها الامم قاطبة. وتساءلت سيدة تونس الاولى في هذا السياق عن مدى وفاء المجموعة الدولية بالالتزامات التي حددتها المرجعيات الاممية في هذا المجال مجددة التعبير عن التضامن مع النساء في جميع مناطق التوتر والنزاع في العالم وعن الحرص على أن تسهم لجنة المرأة للقانون الدولي الانساني في توعية مختلف الاطراف بأبعاد هذا القانون وضرورة احترام مبادئه ومؤكدة في الآن نفسه الدعم الثابت لنضال الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه المشروعة في الحرية والكرامة. واثر ذلك أحيلت الكلمة للسيدات الاول والى عدد من رئيسات الوفود المشاركات في المؤتمر الى جانب الامين العام لجامعة الدول العربية والمدير العام للايسيسكو وممثلي عدد من المنظمات الاقليمية والدولية. وقد أشاد المتدخلون بالخصوص بدور منظمة المرأة العربية في النهوض بأوضاع المرأة والارتقاء بدورها في مسارات التنمية والاصلاح مثمنين ما تبذله السيدة ليلى بن علي في نطاق رئاستها للمنظمة من جهود حثيثة من أجل تعزيز مقومات التمكين للمرأة العربية وتفعيل اسهاماتها في تنمية مجتمعاتها.