اتخذت قضية الطرود الملغومة أمس أبعادا دولية، فقد أثارت موجة من الرعب في عواصم عدّة من العالم، ووصلت حالات الهلع الى أقصاها. وعمت الانذارات والاجراءات الوقائية أغلب الدول الاوروبية والولاياتالمتحدةالامريكية، خاصة بعد أن ضبطت السلطات اليمنية أمس 26 طردا آخر كان من المقرر أن يتم شحنها الى الخارج. ففي واشنطن علقت شركتان امريكيتان للبريد السريع شحن البريد المرسل من اليمن وذلك بعد اكتشاف طردين مشبوهين على متن طائرتي شحن في دبيولندن كانا متجهين الى الولاياتالمتحدة. وقالت مصادر في الشرطة إن شحنة مشبوهة مخبأة داخل محبرة آلة طابعة تم اكتشافها على متن طائرة شحن تابعة لشركة «يو بي اس» كانت متجهة من اليمن الى شيكاغو خلال توقفها في لندن. وبررت الشرطة الامريكية اجراءها بأن «السلطات المحلية وبالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي اكتشفت طردا مشبوها في مكاتب فيديكس في دبي». وقال داغ كالدويل مدير «بارسل ريسيرش» مكتب الدراسات المتعلقة بالشحن إن الاجراءات الاخيرة تهدف الى تركيز جهود الشركتين على الاجراءات الوقائية المتخذة في مجال البريد الجوي. وفي هذا الصدد قالت وزيرة الداخلية البريطانية إن سلطات بلادها «تدرس بشكل عاجل فرض اجراءات أمنية جديدة على طائرات الشحن القادمة من اليمن». وقد دفعت الحادثة السلطات الامريكية الى تفتيش كل طائرات الشحن التي حطت في مطاري فيلادلفيا ونيوارك في نيوجيرسي، وقبل ذلك تم نقل هذه الطائرات من قبل إدارة أمن النقل الى مكان بعيد. وفي وقت لاحق اجتمعت لجنة الطوارئ البريطانية «كوبرا» أمس في مقر رئاسة الحكومة بحضور وزيرة الداخلية تيريسا ماي لدراسة طبيعة الطرد والتهديد الذي قد يمثله. وذكرت شبكة «ايه بي سي» نقلا عن مسؤولين امريكيين ان الطرد الذي تم اعتراضه في بريطانيا يحتوي متفجرات وضعت في آلة طابعة بينما يحتوي الطرد الذي اكتشف في دبي هواتف نقالة وقطعا من انواع «الصواعق وأجهزة التفجير». وفي الكويت كشفت مصادر أمنية أن السلطات الكويتية تلقت تحذيرات من الولاياتالمتحدة من احتمال ان تشهد المنطقة عملا «إرهابيا» كبيرا. ونقلت صحيفة «القبس» الكويتية عن المصادر ان اجراءات أمنية استثنائية اتخذت في مطار الكويت منذ مساء الجمعة، وتقرر أن تجري عملية تفتيش مضاعفة للطرود البريدية، كما شددت اجراءات التفتيش على المسافرين وعلى متن كل الرحلات. كما أعلنت حالة الاستنفار في الاجهزة الامنية العاملة في الموانئ البحرية والمنافذ الحدودية الكويتية، اضافة الى رفع مستوى التنسيق بين دول المنطقة لتكون مطاراتها على أهبة الاستعداد لهبوط اضطراري لأي طائرة وكذلك تبادل المعلومات حسب ما أكّدت المصادر.