اعتبرت دراسة اسرائيلية حديثة أن تل أبيب فشلت في وضع استراتيجية واضحة لمواجهة ما سمته تهديدات «حزب اللّه» رغم مرور أكثر من أربع سنوات على انتهاء الحرب على لبنان عام 2006. وجاء في الدراسة الاسرائيلية التي أعدها الباحث ندير تسور، من معهد أبحاث الامن القومي في تل ابيب: «ان هذا الفشل يطفو بقوة على السطح في عدم تمكن اسرائيل من فعل أي شيء لمنع «حزب الله» من مواصلة تزوده بالاسلحة المتطورة والتي سيستعملها في المواجهة القادمة ضد اسرائيل». مصير المقهورين واستشهد الباحث في دراسته بالقائد هانيبال صاحب المقولة المشهورة: «اما ان تقهر عدوك، واما ان تقبل مصير المقهورين» قائلا: «يتحتم على جنود الجيش احباط عملية الاختطاف ومنع الاسر، بكل ثمن، وحتى القيام باطلاق النار باتجاه سيارة الخاطفين والاسير، حتى لو أدى الامر الى مقتل الجندي المخطوف، والهدف من وراء ذلك، هو منع حالة الصدمة والتداعيات السياسية وغيرها لعملية الاسر». واعترفت الدراسة بأن الحرب كشفت عن فشل مرده في نظرية العمل التي كانت مبنية على ضرب وتدمير مستمرين للاهداف المهمة لدى العدو بهدف تغيير وعيه، ووعي قادته ووعي الدول التي تدعمه. وزاد قائلا «ان سياسة الحرب الاسرائيلية، التي استعملت خلال حرب لبنان الثانية في صيف عام 2006، والقائمة على تفعيل القوات بصورة غير مسبوقة، ودون تركيز، ودون جهود لارغام العدو على الاستسلام، هذه السياسة فشلت». خلافات سياسية وأكد الباحث الاسرائيلي انه بسبب الخلافات السياسية الداخلية في اسرائيل والتفاوت في المواقف بين القوى السياسية الفاعلة في الدولة العبرية، فلم تتمكن اسرائيل حتى اليوم، اي بعد مرور أربع سنوات على وضع الحرب أوزارها، من وضع استراتيجية واضحة بالنسبة الى معالجة «حزب الله». ورأى الباحث ان الفشل الاسرائيلي أصبح واضحا في قضية تسلح «حزب الله» بعد الحرب، اذ أنه على الرغم من ان الحزب يواصل زيادة ترسانته العسكرية بشكل مقلق، فإن اسرائيل لا تفعل شيئا لوقف عملية التسلح، وهذه الاسلحة المتطورة التي يواصل «حزب الله» بالتزود بها ستستعمل من قبله في المواجهة القادمة ضد اسرائيل، على حد قوله. وشدد على ان فشل اسرائيل في وضع استراتيجية لمواجهة «حزب الله» يؤثر سلبا على مستقبلها، اذ انه حتى اليوم لم يصل صناع القرار في تل ابيب الى قرار من افضل لاسرائيل: القيام بعمليات عسكرية محدودة ضد «حزب الله» وتحقيق نتائج قيمة، ام القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق لضرب البنية التحتية وتحقيق الردع، هذه السياسة هي التي ستنزع من «حزب الله» (حسب الدراسة) مواصلة تعاظم قوته العسكرية واستغلالها في مناسبات عديدة في نزاعات صراع البقاء، على حد تعبيره.